عمّان، في 25 ديسمبر/العُمانية/يتتبّع الباحث الأردني الدكتور أيوب أبو دية تاريخَ الفلسفة، ويجيب عن أسئلتها الملحّة، من خلال كتابه "عمالقة الفكر الفلسفي" الصادر حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن.
يقدم الكتاب ملخصاً حول أهم أعمال الفلاسفة وإنجازاتهم ومكانة كلّ منهم ضمن تيارات الفلسفة المتنوعة، انطلاقاً من الفلسفات القديمة المتمثلة في الزرداشتية والبوذية والكونفوشيوسية، مروراً بالفلسفة اليونانية، ثم الفلسفتَين الإسلامية والمسيحية، وصولاً إلى الفلسفات المعاصرة.
وعبر صفحات الكتاب المبسّط، يصطحب الباحثُ القارئَ في رحلة عبر نسيج الفلسفة الغني الممتد عبر آلاف السنين والعابر للحضارات، ويلقي الضوء على أعمال عشرات الفلاسفة والسمات المعرفية والأخلاقية والسياسية التي اشتهروا بها.
ويناقش الكتاب أفكار أبرز الفلاسفة الذين عرفهم العالم، ويطرح بعض الأسئلة الفلسفية التي جرى تداولها في تاريخ الفلسفة من منظور كلي ومحايد؛ "ينظر إلى الفلسفات العالمية في تنوعها ولكن في إطار الترابط والنسبية البنيوية". فبحسب المؤلف: "تعد كل فلسفة جديدة تتويجاً كمياً يؤدي إلى تغير نوعي في الفكر الإنساني السابق الذي ازدهر، كلّ في نطاقه الاجتماعي التاريخي والاقتصادي والسياسي، ورغم ذلك يعكس هذا التنوع قرابةً روحية بين الحضارات جميعاً".
ومن الأسئلة التي يطرحها الكتاب: مَن نحن؟ كيف نفكر؟ هل هناك هدف في الحياة؟ من أين تأتي معتقداتنا الأخلاقية؟ ما هو العقل؟ هل لدينا إرادة حرة؟ ما هي المعرفة؟ ما الفرق بين المعرفة والاعتقاد؟ كيف نكتسب المعرفة؟ هل يمكننا الوثوق بحواسنا؟ ما طبيعة الحقيقة؟ ما هو أساس الأحكام الأخلاقية؟ كيف يجب أن نعيش حياتنا؟ ما معنى الحياة؟ ما هو الوعي؟ كيف يرتبط العقل بالجسد؟ ما طبيعة الإدراك والفكر؟ ما طبيعة المعرفة العلمية؟ كيف تشكل اللغة تصورنا للعالم؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة وسواها في سياق تطورها التاريخي، يتناول الباحث جهود الفلاسفة تبعاً للتسلسل التاريخي، إذ بقدم أمثلة من الفلسفات القديمة، ومن فلاسفة الإغريق: سقراط وأفلاطون وأرسطو، ثم ينتقل إلى الفلسفة الرومانية (شيشرون وماركوس أوريليوس والقديس أوغسطين وتوما الأكويني)، وصولاً إلى الفلسفة العربية الاسلامية كما عبّر عنها الكندي والرازي والفارابي وابن سينا وابن رشد وابن خلدون.
ومن فلسفة القرن السادس عشر الأوروبية، يختار الباحث فلسفة ميكيافيللي ومونتان وفرنسيس بيكون بوصفها ممثلة لعصر النهضة الأوروبية، ثم يستعرض أبرز ملامح فلسفة القرن السابع عشر، وهي بدايات الفلسفة الحديثة، ويمثلها ديكارت وتوماس هوبز وجون لوك. ثم ينتقل إلى فلسفة القرن الثامن عشر ويمثلها: سبينوزا وباركلي ومونتسكيو وهيوم وفولتير وروسو وآدم سميث.
وبشأن فلسفة القرن التاسع عشر، يتوقف الباحث عند عدد من روادها مثل: كانط وهيجل وشوبنهور وماركس وإنجلز ونيتشه. ثم يستعرض جهود فلاسفة القرن العشرين ورواد فلسفة ما بعد الحداثة، مثل: وليام جيمس وهوسرل وجون ديوي وفتجنشتين وجون رولس وجادامر وجاك دريدا وتشومسكي.
/العُمانية/النشرة الثقافية/طلال المعمري
اختتام فعاليات مهرجان القيروان للشعر العربي
تونس، في 25 ديسمبر/العُمانية/اختُتمت في العاصمة التونسية فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان القيروان للشعر العربي الذي أقيم بمشاركة شعراء ونقاد وأدباء من تونس والجزائر وليبيا.
وشهد اليوم الختامي أمسية شعرية شارك فيها: آية رزايقيّة، والسيد التابعي، ونجوى الدوزي خلف الله، وسهام بن رحمة، والهادي العثماني، وأيمن الجوادي.
وألقت آية رزايقيّة قصيدة، قالت فيها:
"أنا كمانُ يربّي الحزنَ والسهرا
يشتاق لحناً بكائيّاً فكن وترا
آنست عطرك بعض العطر يسهرني
في داخلي تربة عطشى فكن مطرا
وكن لقلبي إن أغرقت فيك يدا
فقد أضعتُ صوابي فيك والبصرا".
ومما أنشدته نجوى خلف الله:
"ﻧﺎﺩﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺭﻭﺡٌ أﻧﺖ أﻡ
ﺟﺴﺪٌ، ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺑﻌﺾٌ ﻣﻦﻛﻴﺎﻧﺎﺗﻲ
أليس كل ﻓﺮﺩ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﻛﻮن
ﻳﻀﺞ ﺑﻜﻞ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕِ
جمعتها في دمي من كل ناحية
وقلت للكون انظر تلك آياتي
ﻗﺪ هاﻣﺖ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﺍلأﺭﺟﺎء ﺑﺎﺣﺜﺔ
ﻋﻦ موطن ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﺳﻜﻨﺘﻬﺎ ﺫﺍﺗﻲ".
كما عُقدت ندوة نقدية بعنوان "الشعر واللغة"، بمشاركة: د.مبروك المنّاعي، ود.وليد الزيدي، ود.منصف الوهايبي.
وانطلاقاً من السؤال المتمحور حول علاقة الشعر باللغة، اشتملت الندوة على أوراق بحثية تطرقت إلى دور الاستعمال الشعري في إثراء اللغة تركيباً نحوياً وتصريفاً واشتقاقاً معجمياً، وأبرزت أهمية استعمال اللغة في السياق الشعري.
وعُنيت معظم المداخلات بتتبُّع تطور اللغة على مستويات المفردة والتركيب والدلالة، وركزت على اللغة الشعرية باعتبارها لغة طافحة وحمّالة للكثير من القضايا الإنسانية ويتمثّلها المبدعون بالقصائد الثرية باللغة.
وأشار المتحدثون إلى أن السمات المميزة للعربية، سواء ما تعلّق منها بظاهرة التصريف الإعرابي والنزوع إلى الأصوات الصامتة وخصوبة الأوزان أو بصرف الأسماء وصرف الأفعال، تضفي على نظامها العام طابعاً مزدوجاً، فهو "محافظ من جهة، ومبتكر من جهة أخرى"، وهذا "مظهر من مظاهر شعرية اللغة".
وكان اليوم الثاني قد شهد أمسية شعرية شارك فيها: بسمة الحذيري، وخليل عبّاس، وعزيز الوسلاني، وفاضل المهري، ونضال السعيدي، وسليم الهدّاجي.
ومما قرأه الشاعر خليل عبّاس:
"في حضرة النّاي المغيّب ناكِسُ
حُمّى، وللطّينِ الشَّريدِ هواجسُ
وأصابع طفقتْ تؤذّن في المدى
فتأهّبتْ للمطلقينِ عرائسُ
وتوضّأتْ بالشَّجوِ حينَ تلهَّفتْ
وتأوّلتْ صوتَ الحنينِ يُهامسُ
كم ينبغي من رجفةٍ لأضلعي؟
كي تشتهي سُبلَ الرّجوعِ نوارسُ".
أما الجلسة الشعرية الافتتاحية للمهرجان فأحياها الشعراء محمد الغزي، وهادي القمري، وعرّادي نصري، وإسراء النفّاتي، وأنيس الهاني، ورتال الهاني.
وشكّلت القصائد التي اختارها المشاركون بالفعالية حالة إبداعية، أفصحت عمّا يتخفّى في ذوات الشعراء من حالات عاطفية وإنسانية ووطنية، ورسمت أجمل المعاني والصور المجازية.
وقرأ محمد الغزي قصيدة لمدينته القيروان، قال فيها:
"مهلاً فقد يتعاتبُ الأحْبابُ
بعضُ الهوى يا قيْروانُ عتابُ
إنّي الذي ما تبتُ عن وجع الهوى
لمّا الكثيرُ من الأحبّةِ تابُوا
إنّي أميرُ العاشقينَ بأرضِكمْ
وجميعُكمْ في ساحتي حُجّابُ".
وأنشد الشاعر عرّادي نصري قصيدة قال فيها:
"وحدي وهذا التيه آخر صاحب
واعدته ودّعته ورحلتُ
مع أوّل الغيمات أصعد مفردا
حتى متى ضجّ الغياب هطلتُ
مطراً على أبوابها، شبّاكها، وطرقت
حتى السطح حين وصلتُ
من؟ لا تخافي مرهقاً ومفتّتاً
كصدى قديم حاد عنه الصوتُ
قضيت عمري هائماً ومسافراً
وهنا فقط في الهامشي أقمتُ".
وقرأ هادي القمري قصيدة بعنوان "لهفة التوت"، قال فيها:
"يبدو إليك وينأى كُلَّما طرقا
باب القصيدة يشدو ها هنا عبقا
لمّا وثِقْتُ بأَنَّ الكونَ مُذْ ينعتْ
فيه المشاهد لمَّا التّيهُ بي وثِقا
ألقى الشِّباكَ وألقى نصف عاصفتي
خلفَ المرافئ حين الفُلكُ بي غرِقا
وحاورَ الطّينَ قبل الخلق وانفطرت
تلك السَّماءُ ونجمي عاد مُؤتلِقا".
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري