الأخبار

مجمع اللغة العربية الأردني يحتفي باليوم العالمي للّغة العربية
 مجمع اللغة العربية الأردني يحتفي باليوم العالمي للّغة العربية

عمّان في 19 ديسمبر /العُمانية/ أكد سموّ الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي، أن اللّغة ليست وسيلة تعبير فقط، إنما هي فضاء تحليلي موضوعي يأخذ في الحسبان الظروف المعيشية مع تأكيد القيم النهضوية.

وقال سموّه في كلمة له خلال فعاليات مجمع اللّغة العربية الأردني، بمناسبة اليوم العالمي للّغة العربية ومرور مئة عام على تأسيس "المجمع العلمي في الشرق العربي"، إنَّ اللّغة العربية تعتبر حاضنة حضارية بكل تجلياتها، وإنها من أعمدة المشروع النهضوي.

وجدد سموّه الدعوة إلى وضع استراتيجية قومية لتعزيز اللّغة العربية، ونشرها، والحفاظ عليها، وإنشاء هيئة حكماء للإشراف على وضع هذه الاستراتيجية، ودعا إلى مواجهة التحدّيات أمام مجامع اللّغة العربية من خلال تعزيز العمل المؤسسي في وضع المعاجم، وتفعيل دور اللّغة العربية عالميًا مع التركيز على "الأسلوبية الملهمة والمبدعة" في مخاطبة الآخر، والعناية بتعليم اللّغة العربية على جميع المستويات، إلى جانب الاهتمام بلغة الإعلام والسعي لزيادة المحتوى العربي على الإنترنت بلغةٍ سليمة.

بدوره، قال رئيس المجمع الدكتور محمد عدنان البخيت في كلمته بمستهل الفعالية، إن رحلة المخطوط العربي بدأت في أنحاء المعمورة بعد الاعتماد على النُسّاخِ في بدايةِ التدوين بالعهودِ الإسلامية المبكرة لتوفير نسخة أو أكثر من النص في مختلف فنون الثقافة العربية-الإسلامية.

وأشار إلى ظاهرة الطباعة الحجرية التي كانت معروفة في الأديرة خاصة في لبنان وحلب، وفي المغرب الأقصى، وصولًا إلى مرحلة محمد علي باشا، حينما انطلقت الطباعة في الوطن العربي عشية تأسيس مطبعة "رملة بولاق" في مصر، وفي 1834 عندما نقل المبشرون الأمريكان مطبعتهم من مالطة إلى بيروت.

وفي الجلسة العلمية الأولى التي حملت عنوان "المجمع العلمي العربي في الشرق العربي" قدم الدكتور سمير الدروبي عرضاً لكتابه "المجمع العلمي العربي في الشرق"، مُبينًا أنه تناول فيه السياقات والإرادات التي رافقت تأسيس المجمع في عمّان في مطلع عشرينات القرن الفائت، وأوضح أن من أهداف تأسيس المجمع، توحيد المصطلحات، وتجويد لغة موظّفي القطاع العام في عملهم.

وعلّق الدكتور يوسف بكار على الكتاب، مشيرًا إلى أنه "أصيل وعلمي" ويختزن تاريخًا شموليًا استقصائيًا استهلّه المؤلف بمرحلة تأسيس المجمع، ثم عمل على تفصيلاته المختلفة.

وفي الجلسة الثانية التي قدمها وشارك فيها سموّ الأمير الحسن بن طلال، قال الباحث العُماني الدكتور محمود بن مبارك السليمي إن اللّغة العربية مقدسة بالنص القرآني، ومحفوظة وشامخة في كلماتها ومفرداتها واستطاعت أن تتغلب على التحديات والصعوبات، منوهاً بدور مجامع اللّغة العربية في المحافظة على اللّغة العربية وصونها.

ودعا السليمي إلى إيجاد جهود تنطلق من وعي حقيقي في مواجهة العولمة، لافتًا إلى آثار ظاهرة التدريس بغير اللّغة العربية في الجامعات العربية.

وقال وكيل الأزهر سماحة الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني: "من فضل الله على الأمة أنْ ميّزها بأجلّ عقيدة وأفصح لسان وأشرف هوية، وإذا كانت اللّغة العربية أحد أركان الأمة فإن المحافظة عليها من الدين، وإن العلاقة بين الدين وبين اللّغة والهوية لا تنفصم عراها".

وأضاف أن ثمة صِراعًا خفيًا يجري في العالم بين الألسن والثقافات، وأن المحافظة على اللّغة العربية مسؤولية وطنية، ودينية، ومجتمعية، وتقع على الجميع كل في مجاله ومكانه وتخصصه.

بدوره، لفت الباحث الموريتاني عبد الله ولد أباه، إلى أن الرموز اللّغوية ليست مجرد إشارات تواصل، وإنما هي "مسكن نعيش فيه ويعيش فينا"، ودعا إلى إنشاء رابطة الدول الناطقة باللّغة العربية أسوة برابطة الدول الفرانكفونية، بحيث تضم دولًا تتحدث اللّغة العربية كليًا أو جزئيًا.

وقال رئيس المجمع العلمي العربي العراقي الدكتور محمد حسين آل ياسين إن اللّغة العربية "لغة مكرمة منذ نشأة الإنسان على الأرض، وهي أغنى لغات البشر بالنحو والقواعد وليس بعدد الجذور وحسب".

/العُمانية/

طلال المعمري