الجزائر في 9 أكتوبر /العُمانية/ تعودُ الروائيّة الجزائرية، إنعام بيُّوض، إلى قرّائها بعمل سرديّ جديد يحمل عنوان "هوارية" صدر عن دار ميم للنشر بالجزائر.
ويروي هذا العمل السرديُّ حكاية "هوارية"، بطلة الرواية، وهي تخوض معترك الحياة، التي تدور تفاصيلها في مدينة وهران (غرب الجزائر)، عبر لغة روائيّة تمتاز بالشاعرية التي عُرفت بها الروائيّة والشاعرة إنعام بيُّوض.
ومن أهمّ مقاطع رواية "هوارية"، تصفُ الروائيّة إنعام بيُّوض مدينة وهران بالقول "السماء المتلبّدة بالغيوم بطّنت وهران من كلّ جاِنب، وسقّفتها إلى علوّ منخفض. ومع أنّ الربيع يودّع آخر أيامه، إلاّ أنّ الأمطار لم تتوقّف منذ أسبوع. هطول رطّب المدينة برمّتها، وأطلق روائح الأرض المخزونة منذ سنين، بعد جفاف يبّس المنطقة لأكثر من عقد من الزمان، ولفّ المدينة بقشرة من الغبار. أبهت ألوانها. كدّم ملامح سكّانها. أضاف لطابعها الريفي نوعًا من الإهمال والتداعي. على الرغم من طفرة عمرانية فوضوية لبناءات غير منتهية في أغلبها. تزيد ألوان الآجر الكميت، ولبنات الإسمنت الرمادية من تقشّف ورتابة المنظر العجاجي. أمّا العجلات المطاطية السوداء المنصوبة على أعمدة الخرسانة المشرئبّة لاستقبال طوابق أخرى محتملة، فتبدو كأختام لصد عيون الحسد، وتكريس انعدام الذوق العام. ومع ذلك، فوهران تقاوم التهالك والرتابة بالبساطة. مدينةٌ لا تفتأ تخترع من العدم مفردات مبتكرة للبهجة، وتنشرها بما تحتفظ به من طُبوع.
تنظر خلفها من خلال النافذة الطويلة لعنبر النساء وهي مستلقية فوق السرير، تقابلها من الطابق الأول شجرة جاكارندا مزهرة بعناقيدها البنفسجية المثقلة بالقطر. تحتمي تحت مخملها بعض العصافير التي باغتها المطر. لطالما أحبّت تلك الشجرة. تعرفُ كلّ الأماكن المغروسة فيها: ستة في اكميل وواحدة في راس العين، وأربعة في سيدي الهواري، وثمانية في بلاص دارم، وأعداد أخرى لم تعد تذكرها في حيّ النخيل، وفي سانت أوبير".
يُشار إلى أنّ الروائيّة إنعام بيُّوض، أكاديميّة، ومترجمة، وروائيّة، وشاعرة جزائرية، اشتغلت بتدريس الترجمة بشقيها التحريري والشفوي لما يفوق ربع قرن في الجامعات الجزائرية. ولها عدة إصدارات منها "الترجمة الأدبية.. مشاكل وحلول" (2003)، و"السمك لا يبالي" (رواية/ 2003)، و"رسائل لم ترسل" (شعر/ 2003). وأنجزت عددًا وافرًا من الترجمات لأبرز الكتّاب الجزائريين، وقد اختيرت عضوًا في المجلس الاستشاري لتقرير المعرفة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع مؤسسة آل مكتوم (2009- 2014)، وعضوًا في المجلس الاستشاري لتقرير "آفاق التكامل الحضاري في الوطن العربي" التابع للجنة الأمم المتحدة "الإسكوا" (2009-2013). وتشغل حاليًّا منصب مدير عام المعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر التابع لجامعة الدول العربية، وذلك منذ إنشائه عام 2003.
/العُمانية/ النشرة الثقافية/ طلال المعمري