بغداد في 9 أكتوبر /العُمانية/ تتضمن مجموعة "مدوَّنات أرملة جندي مجهول" للكاتب علي السباعي قصصًا واقعية تعكس الأحوال التي مر بها الإنسان العراقي خلال سنوات الحرب والحصار والانكسار والفقد، معبرة عن مشاعره المرتبكة وروحه المعذبة.
وتتوزع المجموعة الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد إلى أربع مدوَّنات، هي: مدوَّنة الحرب، ومدوَّنة الحصار، ومدوَّنة الحب، ومدوَّنة التيه. وتحمل كل مدوَّنة في طياتها الكثير من المشاعر الإنسانية التي يعاني منها الفرد المهمش داخل المجتمع، كاشفة عن آثار الحروب والحصار والاحتلال، وراصدةً سريالية الواقع المرير الذي يبدو أغرب من الخيال.
ويجسد السباعي في قصصه أصعب اللحظات الإنسانية، مؤكدًا ارتباط المبدع بواقعه ومسؤوليته تجاه شعبه وتفاعله مع الموضوعات التي تؤرقهم، وتتنوع شخصيات القصص لتتناوب بين الشخصيات القوية والضعيفة، والمتمردة والمنغلقة، والتي صورها القاص بشكل مؤثر ليحقق تعاطف القارئ معها.
نقرأ في مقدمة المجموعة على لسان أرملة جندي مجهول: "دموعُها شاهدٌ حيٌّ وهي توصيني بتدوين عذابات الناس الذين يمشون بجانب الحائط في بلد طيب؛ وهم يحرثون أرضَ خيباتِه بمرارات الواقع وهباءاته.. وكان المصلّبونَ في جذوعِ نخلهِ المنقعر يسقونَها بدماءِ جراحاتِهم، كانتْ دموعُهم النازفةُ برقياتٍ من جحيمه".
وعلى الغلاف الأخير للمجموعة، نقرأ عددًا من الأسئلة التي تؤرق السباعي كاتبًا: "واجهتُ نفسي بالأسئلة: ماذا تعني القصةُ وهي تترسَّمُ آثار الحرب والحصار والحب والتيه؟ وماذا تعني القصةُ وهي تترسمُ بصماتِ الإنسانِ عندما ينسَحبُ أمام ذاته؟ سؤالٌ كوني يحملُ طعمَ كل المراراتِ التي لا تفارقُ نسغَ حياتنا".
/العُمانية/ النشرة الثقافية/ طلال المعمري