الجزائر في 9 أكتوبر /العُمانية/ تحت عنوان "من عصور ما قبل التاريخ إلى ما بعد التاريخ"، يتواصلُ إلى 14 أكتوبر، بغاليري باية بالجزائر، معرض الفنان التشكيلي والنحّات، امحمد بوهداج، الذي يضمُّ 68 لوحة تشكيليّة، و33 عملًا نحتيًّا.
ومن عناوين الأعمال المعروضة، "الجيولوجي"، و"محمد ديب"، و"رقصة على الحبل"، و"صرخة الحرية"، و"تينهينان"، و"زوجين"، و"حلم فتاة"، و"محمد اسياخم"، و"عودة الفينيق"، و"كي لا ننسى"، و"اليتامى".
وتُصوّرُ أعمال هذا الرسّام والنحّات وجهة نظر فنيّة لفنان عاش أكثر من 30 سنة في المهجر، كما يُقدّم المعرض -عبر مدارس تشكيليّة مختلفة- ثمرة مسيرة فنيّة طويلة، بدأت في سنّ مبكرة للغاية، وهي التجربة التي يقول عنها بوهداج "أنا لا أرضخُ أبدًا لمتطلبات مدرسة معيّنة، أرسم عندما أكون مستلهمًا".
وتُمثّل بعض اللّوحات والمنحوتات مشاهد الصيد، والرقص، والصلاة، أبطالُها أشخاصٌ يرتدون أزياء الطقوس، والأقنعة، التي أصبحت مألوفة للفنان، وتملأ خياله، وواقعه الفني، فضلًا عن منحوتات تُصوّرُ الإنسان ما قبل التاريخ وهو يمارس الصيد، أو الزراعة، ويُصوّرُ بعضُها الآخر الإنسان وهو يعزف الموسيقى.
كما يُصوّرُ هذا الفنان مختلف أشكال التطوُّر نحو ما يُعرّفه الفنان بـ "ما بعد التاريخ"، من خلال عملين يُمثّلان عبقرية الإنسان لاختيار القيثارة، رمز الرقي في تناغم الصوت، وفي التصميم والتنفيذ، إضافة إلى عرض الفنان أيضًا العشرات من اللّوحات بأساليب، وتقنيات، ورؤى فنيّة مختلفة، مع تخصيص مجموعة من اللّوحات للفنّ الصخري التي تتميّز بعالميتها، وأصالتها، وعمقها.
وتتناول منحوتات امحمد بوهداج فترة الصيد، وجمع الثمار بأعمال واقعية أو تصويرية، في بعض الأحيان، تستعيدُ الوظائف، أو قصصًا مفترضة من الحياة، أو الطقوس، أو حتى المهن.
وتتجلّى في بعض الأعمال تلك العلاقة المتواصلة بين الإنسان والأرض المغذية التي تُمثّل تحويل منتجات الأرض في فترة كان على البشر إظهارُ براعة كبيرة في إطعام أنفسهم، واعتمدوا بشكل كامل على الفاكهة.
يُشار إلى أنّ الفنان التشكيلي والنحّات، امحمد بوهداج، وُلد عام 1948 بتلمسان (غرب الجزائر)، ونظّم منذ 1984، تاريخ اشتغاله بالفن التشكيلي، العديد من المعارض الفردية في الجزائر، وتونس، والمغرب، وإسبانيا، وفرنسا. وقد تمّ اقتناء أعماله من طرف العديد من المتاحف الفنيّة في الجزائر، وإسبانيا، وفرنسا.
ويعدُّ هذا الفنانُ العصاميُّ من أهمّ التشكيليّين الجزائريين الذين ذاعت سمعتهم الفنيّة على الصعيدين، الوطني، والدولي. وقد عاد في السنوات الأخيرة بمجموعة من اللّوحات الفنيّة والمنحوتات التي أنجزها ما بين 2019 و2020، والتي تكشف للجمهور، لا سيما الأجيال الشابة، نماذج من أعماله، خصوصا تلك المتعلقة بالرسومات الصخرية لمنطقة الطاسيلي (جنوب الجزائر)، ومنحوتات حول الرجل القديم في هذه المنطقة.
/العُمانية/ النشرة الثقافية/ طلال المعمري