مسرح خيال الظل في تركيا.. جزءٌ من الذاكرة الثقافية التركية

إسطنبول في 11 سبتمبر /العُمانية/ يعد مسرح خيال الظل من أبرز فنون الاستعراض التركية التقليدية، ويعرف في تركيا غالبًا باسم "قراقوز".

بدأ مسرح خيال الظل في القرن السادس عشر في عهد الدولة العثمانية، وكانت عروض الشخصيتين الرئيستين "قراقوز" و"حاجي واط" والشخصيات المتنوعة الأخرى تنصبّ في إمتاع الحاكم والشعب على حد سواء.

وقد كُرِّس دور مسرح خيال الظل لعكس التعايش اليومي في الدولة العثمانية متعددة القوميات بكل تنوعها.

ويقول المؤرخ التركي إسماعيل ياغجي في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن مسرح خيال الظل يعتمد أساسًا على فنّان واحد يصمِّم بمفرده الشخصيات والعناصر المستخدمة في الديكور، كما ينفّذ عمليات القص والتلوين، فضلًا عن أدائه أصوات الشخصيات وتحريكها على الستارة البيضاء، وهو من يقرع الدفوف التي تعطي العرض إيقاعه.

وأضاف: تُصنَع الدمى المتحركة في مسرح خيال الظل من جلد الجمل وتصنع اليوم من جلد البقر عموما، بعد ترقيقه بمهارة وجعله شفافًا وتلوّن بأصباغ طبيعية وتجفف، كما يتم تركيب أذرع وأرجل لهذه الدمى بما يسمح بحركتها وهي تُحرك على خشبة المسرح من خلال عصى أو اثنتين.

ويُنظر إلى مسرح خيال الظل في تركيا كجزء مهم من التقاليد الثقافية؛ فقراقوز ما زال حاضرًا في كثير من الاصطلاحات اللغوية والأمثال، وفي مدينة بورصة التركية الواقعة في غرب البلاد بين مدينتي إسطنبول وأنقرة ما يزالون يحافظون بعناية على ضريح وهمي للشخصيتين الرئيستين "قراقوز" و"حاجي واط".

ويبدو أن شيوع وسائل الاتصال الحديثة قد قلّلت من شعبية وانتشار مسرح خيال الظل التركي في تركيا، واليوم لا يُنظر إلى مسرح خيال الظل إلا كوسيلة لإمتاع الأطفال وجذب انتباه السياح في الغالب.

لكنّ هذا التقليد لم يمت تمامًا؛ فلا تزال الحياة تُبثّ فيه من جديد، وهو يشكّل جزءًا مهمًّا من ذاكرة تركيا الثقافية.