الجزائر في 4 سبتمبر /العُمانية/ استطاع المخرج الجزائري، أمير بن صيفي من إنجاز فيلم روائيّ قصير بعنوان "الطفطافة والمقنين" تُوّج في عام 2023 بجائزة أفضل فيلم روائي قصير في الدورة الثالثة لمهرجان "إيمدغاسن" السينمائي الدولي للفيلم القصير بولاية باتنة (شرق الجزائر).
ولم تنته حكاية التّحدّي لدى هذا المخرج الشاب عند حدود إنجاز الفيلم وحسب، بل تواصلت إلى درجة أنّه تقدّم بهذا العمل للمشاركة، دون أيّ عقدة، في العديد من المهرجانات السينمائيّة الدولية، ونافس بذلك مخرجين قادمين من مدارس سينمائيّة عريقة، على غرار إيران، ومصر، وفرنسا، والهند.
ويقول المخرج أمير بن صيفي في حديث، في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، "منذ إنجازي لفيلم "الطفطافة والمقنين"، وتتويجه بجائزة أفضل فيلم في الدورة الثالثة من مهرجان "إيمدغاسن" الدولي للفيلم القصير بولاية باتنة، شاركتُ في عشرة مهرجانات سينمائيّة دوليّة، كان آخرُها الدورة الرابعة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي، الذي جرت فعالياته بالأردن، ما بين 15 و22 أغسطس".
ويؤكّد المخرج، أمير بن صيفي، أنّ فيلم "الطفطافة والمقنين"، يُمثّلُ أوّل عمل سينمائي يقوم بإنجازه خلال مسيرته المهنيّة في عالم السينما، وهو يروي تفاصيل قصّة اجتماعية تدور أحداثُها حول رحلة فتاة وصديقتها من مدينة سطيف (شرق الجزائر)، إلى العاصمة الجزائر، على متن دراجة لزيارة مريض، ويرافقهما في هذه المغامرة عصفور الحسُّون، المعروف بتسمية "المقنين" باللُّغة العامية الجزائرية.
عن هذه التجربة، يقول "في عام 2023، استطعتُ -رفقة ثلّة من المبدعين الشباب في مختلف التخصّصات المهنيّة السينمائيّة، على غرار الإضاءة، والتقاط الصوت، والديكور، وكتابة السيناريو- إنجازَ فيلم "الطفطافة والمقنين" الذي حظي بقبول كبير لدى النقّاد ولجان التحكيم، وتمّ ترشيحه لعدد من الجوائز في مهرجانات سينمائيّة دوليّة، كما تابعه الجمهور بشغف في الجزائر، على الرغم من أنّ هذا الفيلم هو في واقع الأمر مجرّد مغامرة جماعيّة، خاضها شبابٌ متحمّسٌ للعمل السّينمائي بإمكانيات متواضعة جدا، إذا لم نقل إنّها كانت منعدمة".
ويضيفُ أمير بن صيفي: "فيلم "الطفطافة والمقنين" تمّ تصويرُ أحداثه بين مدينتي قسنطينة، والعاصمة الجزائر.
بدأت قصّة إنجاز هذا الفيلم خلال فترة انتشار وباء كورونا، بينما امتدّت فترة كتابة سيناريو الفيلم سنوات طويلة، قبل ذلك، بسبب الارتباطات المهنية التي كانت تحول دون أن أخصّص وقتي كاملا لفعل الكتابة. ورافقني في إنجاز هذا الفيلم مساعدي في الإخراج، طارق مخناش، الذي بدأتُ معه التفكير في الإنتاج المشترك، ولأنّ الجزائر كانت قد خرجت للتوّ من مرحلة كوفيد، وما انجرّ عنها من ظروف صعبة، راهنّا على تجميع فريق تقني لإخراج هذا العمل الذي كان من المفروض أن يتمّ إنجازُه عام 2017، إلا أنّ مسألة عدم توفُّر الإمكانيات المادية حالت دون ذلك، وأدّت إلى تأجيل عملية تصويره لغاية 2023".
ويكشفُ مخرج الفيلم أنّ أغلب فريق العمل كان من المتطوّعين، ومع ذلك نجح هذا الفريق في إنجاز عمل حظي بالمشاركة في عشرة مهرجانات سينمائيّة دوليّة.
أمّا عن مغامرته في خوض مجال العمل السينمائي، يقول ابنُ مدينة الجسور المعلّقة (قسنطينة): "قمتُ بتأسيس نادي السينما بقسنطينة (شرق الجزائر)، رفقة عدد من أصدقائي عام 2007، وهو النادي الذي تعلّمتُ فيه أساسيات التحليل السينمائي، بعدها تلقّيتُ تدريبا في نادي "بجاية للأفلام الوثائقيّة" الذي تشرفُ عليه المخرجة السينمائيّة، حبيبة جحنين، بولاية بجاية (شرق الجزائر)، بعدها قمتُ بإنجاز فيلم وثائقي حول مهرجان "ديما جاز" بقسنطينة، عام 2010، ثم تلقّيت تدريبا لمدة شهرين بكورسيكا بفرنسا، عام 2011، تعلّمتُ فيه أصول إنجاز الأفلام الوثائقيّة".
ومع أنّ المخرج أمير بن صيفي يرى أنّ العمل السينمائي في الجزائر من المجالات الصّعبة بسبب قلّة التمويل، إلا أنّه ينظرُ إليه على أنّه عملٌ جماعيٌّ، وهذا هو سرُّ المتعة التي ينطوي عليها، وهي التي تجعلُ الكثير من المخرجين الشباب يُقبلون عليه بشغف، فيقول "العمل السينمائي في الجزائر مرتبطٌ -بشكل كبير- بمسألة التمويل، خاصّة التمويل الحكومي، ولذلك، فالإنتاجات السينمائيّة قليلة، كما أنّ ذلك يجعل من العمل السّينمائي مجالا صعبًا، وعصيًّا على المغامرة، إلا أنّ عددًا من المخرجين الشباب ركبوا هذه المغامرة، وحقّقوا فيها إنجازات لا تخفى على العين المنصفة، وهو الأمر الذي يجعلني أوجّه نداءات إلى كلّ المتدخّلين في العمل السينمائي، بداية بالمعنيّين بتسيير قطاع السينما في الجزائر، وأصحاب رؤوس الأموال، ومعاهد التكوين، والجمعيات السينمائيّة، من أجل توحيد الجهود للنهوض بالفن السابع في الجزائر، ودعم الشباب من هواة السينما لإعادة أمجاد السينما الجزائرية التي كانت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي".
/العُمانية/النشرة الثقافية/ عُمر الخروصي