الأخبار

الموسيقيّ علاء شاهين.. شغف بآلة العود منذ الطفولة
الموسيقيّ علاء شاهين.. شغف بآلة العود منذ الطفولة

عمّان في 29 مايو /العُمانية/ حين بدأت رحلة الموسيقي الأردني علاء شاهين مع العود، كان الشغف وحده ما يقود خطاه، فبعد حصوله على شهادة الثانوية، سافر للدراسة في مصر متخصصًا في الأجهزة الطبية، ثم وجد نفسه منساقًا لدراسة الموسيقى وتعلم العزف على العود؛ الآلة التي عشق صوتها ورنين أوتارها منذ نعومة أظفاره.

إذ كان شاهين في طفولته يجوب شوارع وسط البلد باحثًا عن "كاسيتات" تحتوي عزفًا حصريًّا على آلة العود، وحين كان يجد ضالته تسابق قدماه الريح لوضع "الكاسيت" في المسجّلة والانطلاق في رحلة جوانية مع الموسيقى، تلك الرحلة التي اختطّت له فيما بعد دربه في الموسيقى التي أبدع وما يزال فيها، عزفًا وتلحينًا.

وحين بلغ السابعة عشرة من عمره، جمع شاهين مصروفه اليومي واشترى بالنقود القليلة التي يملكها نموذجًا لآلة العود، فحمل عوده الأول وانطلق بفرح إلى بيت صديق له ليكتشف جماليات لمس الأوتار والعزف الحقيقي على تلك الآلة. ومنذ أن داعبت أصابعه الأوتار ارتبط وجدانه بتلك الآلة، وصارت رفيقته في حله وترحاله.

وبعد سفره إلى القاهرة، تعرف شاهين على ماهر النحاس، وجمعتهما فيما بعد صداقة متينة، إذ كان ماهر يعزف العود بطريقة متمكنة، وخلال تلك الفترة استطاع شاهين اقتناء عود حقيقي والتتلمذ على مدرس آلة العود عمر الباجوري.

وفي القاهرة أيضًا بدأ شاهين التتلمذ على الفنان العراقي نصير شمة، وكان قد التقاه عام 1999 بعد حفل لشمّة في مسرح الجامعة الأمريكية، إذ طلب منه شاهين أن يكون من طلبته في مدرسة "بيت العود" بدار الأوبرا، وهكذا بدأ نصير شمة تعليمه ليبدأ مرحلة الاحتراف كعازف صوليست منفرد على العود.

وبانضمام علاء شاهين لـ"بيت العود" أتيح له التعرف على تاريخ الموسيقى في الحضارات المختلفة، إذ جمعت المدرسة طلبة من دول عربية وأجنبية، ومثلت تلك المرحلة محطة أساسية في حياة الفنان الشاب، نظرًا للروح الجماعية التي ظللت العلاقة بين الطلبة، حيث يقضون جل أوقاتهم بالدروس وتبادل الخبرات والمشاركة في الندوات والمحاضرات والحلقات التعليمية والحفلات. وكان "بيت العود" مقصدًا لكبار الموسيقيين والمتخصصين الذين يزورونه ويحاضرون عن آلة العود ويعرضون موسيقاهم أمام الطلبة.

بعد تلك المرحلة من التعلم، استطاع شاهين بما امتلكه من حب للموسيقى ومن تمكن في العزف على العود، المشاركة في عروض موسيقية كصوليست، إلى جانب عروض شارك فيها العود مع الآلات الإيقاعية الحديثة، وعروض أخرى قدمها شاهين مع فرق متخصصة.

وفي عام 2006، أسس شاهين مع مجموعة من الموسيقيين الأردنيين فرقة للتخت الشرقي بقيادة العود، مع إضافة آلات إيقاع وآلات نفخ وجيتار، أطلق عليها اسم "نجوم الأوتار"، ومن الأعضاء الذين ضمتهم الفرقة: عازفا الإيقاع ناصر سلامة ومعن السيد، وعازفا الكمان يعرب سميرات وحسن ميناوي، وعازف الجيتار باسل خوري، وعازف الناي نور أبو حلتم، وعازفا القانون علي شاكر وعمر زايد، وعازف الإيقاع المساند والفلوت سامر غوشة. وقدمت الفرقة مقطوعات موسيقية متنوعة من ثقافات عربية وعالمية.

جاب شاهين بموسيقاه العديد من الدول العربية والعالمية، وشارك في مهرجانات مرموقة كمهرجان قرطاج التونسي وموازين المغرب، ومهرجاني الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى العالمية في أبو ظبي، ومهرجان البحر الأبيض المتوسط.. وكانت باكورة إنتاجه في التأليف الموسيقي أسطوانة حملت عنوان "الطريق إلى القدس"، ولاقت قبولا ونجاحًا لافتين، أتبعها شاهين بإنتاج ألبوم "فلامنكو" ثم ألبوم "الأندلس".

إلى جانب عمله في العزف والتأليف الموسيقي على العود، انشغل شاهين بتطوير صناعة آلة العود، وقد أسس لذلك مشغلًا هو "البغدادي والإدراسي للأعواد"، إذ يستورد أجود أنواع الخشب ويصنع منها آلة العود بمواصفات قياسية، إلى جانب تأسيس مشغل آخر يقوم على تعليم الشباب على أسرار هذه الصناعة التي تحتاج إلى دقة واحتراف، وأيضًا على إدامتها كمهنة أساسية ترتبط بالحضارة والتاريخ والتراث العربي.

/العُمانية/النشرة الثقافية/عُمر الخروصي


select * from silent_mdaycount where (date='2023-09-29' and module='topics-showtopic' and catid='6' and id='418435')