الأخبار

كتاب عن السعادة بوصفها مؤشرًا على نوعية حياة الفرد
كتاب عن السعادة بوصفها مؤشرًا على نوعية حياة الفرد

عمّان في 30 يناير /العُمانية/ صدر للباحث والأكاديمي إبراهيم بدران كتاب بعنوان "السعادة.. شراكة المواطن والدولة والمجتمع"، عن دار الشروق الأردنية.

ويوضح بدران أن الاهتمام بالسعادة يعود إلى العصور القديمة، إذ ابتدع كونفوشيوس منظومة أخلاقية نفسية جسدية تساعد على هدوء النفس والشعور بالرضا والسعادة، إلا أن الاهتمام بالسعادة من منظور علمي اجتماعي انطلق في القرن الثامن عشر مع انطلاق الثورة الصناعية الأولى وتعمُّق الدراسات من قبل العلماء والفلاسفة في القرنين التاسع عشر والعشرين، حتى غدت السعادة محورَ اهتمام دولي في القرن الحادي والعشرين. وهذا ما دفع الأمم المتحدة في عام 2012 لإعلان 20 مارس يومًا عالميًا للسعادة.

ويشير المؤلف إلى أنه دعّم أطروحاته بالأرقام والمقاييس الدولية كي تخرج المفاهيم من الانطباع إلى الواقع، مؤكدًا أن هذا الكتاب "ليس في علم النفس، وإنما في السياسة والاقتصاد والعلم والمجتمع".

ويوضح أن السعادة التي يتحدث عنها هنا ليست هي الفرح العابر والغبطة المؤقتة، فهذه تأتي وتذهب ولا تدوم، لكنه يقصد تلك الحالة العامة التي يشعر الإنسان الفرد فيها -ثم المجتمع- بالرضا عن نوعية الحياة والاطمئنان إلى مستقبلها.

ويبين أن الوصول إلى السعادة يستدعي مسيرة طويلة وسيرورة مركبة، وأن البحث عن السعادة ليس جزءًا من الترف الفكري، وإنما هو من صلب التفكير السياسي والإداري والاقتصادي والثقافي.

ويرى بدران أن تقدم الحضارة الإنسانية وتصاعد وعي الإنسان بذاته والمحيطين به، وتنبهه إلى "الحالة" التي يعيشها، ومدى استجابة هذه الحالة لما يُشعره بالرضا والاطمئنان، كل ذلك أدى إلى بروز مسألة السعادة كمؤشر على نوعية حياة الفرد.

ويعيد التذكير بأن السعادة التي يشير إليها ليست تلك العواطف المؤقتة التي تمتلئ فيها النفس بهجة وسرورًا ورضا لتنتهي بعد فترة زمنية قصيرة، وإنما هي "منظومة مفردات الحياة التي تجعل الفرد مقتنعًا أن الأجواء التي يعيش فيها والفضاءات التي يبذل جهوده فيها بحرية وانطلاق وجاهزية للإبداع هي الأفضل في حدود الإمكانات المعلنة والكامنة".

وجاء في كلمة المؤلف على الغلاف الأخير: "في زمن الأزمات والتوترات الإقليمية والدولية، والتغيرات المناخية، يبدو الحديث عن السعادة والجمال والتسامح والعطاء والفنون، كلها أمور في غير مكانها وغير زمانها، ولكن المتبصّر في أوضاع الشعوب ونوعية الحياة لديها، سرعان ما يكتشف أن الاهتمام بالسعادة المجتمعية والمتمثلة أساسًا بالرضا والطمأنينة تجاه الحاضر والمستقبل، هو اهتمام بالمجتمع بأكمله وبتفاصيل حياته، التي يمكن من خلال توفير أسباب السعادة فيها أن تنتقل من الرفض إلى القبول، ومن الشك إلى اليقين، ومن التوجس إلى الثقة، ومن القبح إلى الجمال".

/العُمانية/النشرة الثقافية/ عُمر الخروصي