الدوحة في 30 يناير /العُمانية/ اختُتمت في الدوحة أعمال مؤتمر "الترجمة وإشكالات المثاقفة" التاسع الذي نظمه منتدى العلاقات العربية والدولية على مدى يومين، بمشاركة نحو ١٥٠ باحثًا ومترجمًا وأكاديميًّا من الوطن العربي وأنحاء العالم.
وناقش المشاركون إشكاليات الترجمة المعاصرة، والترجمة الشخصية، وترجمة المفاهيم الفلسفية، والترجمة في زمن الجوائح والأزمات، وأخطاء عدد من المستشرقين في نقل التراث الفكري العربي، وملف صناعة القواميس، فضلًا عن قضايا حديثة على غرار الذكاء الاصطناعي.
واستهلّ مدير المنتدى الدكتور محمد حامد الأحمري فعاليات المؤتمر بكلمة عرّف فيها بالمؤتمر وأهدافه، وأكد فيها "أهمية دور المثقف المترجم الذي ينقل إلينا لغات العالم، كما ينقل فكرنا إلى لغات العالم"، مشيرًا إلى أن الأمة العربية والإسلامية استضافت الثقافات وحمتها وترجمتها قديمًا، وإلى وجود أسماء لامعة انفتحت على الثقافات الأخرى، وخاصة اليونانية والفارسية والهندية، وساهمت في نقلها إلى العربية.
وأقيمت في اليوم الأول أربع جلسات، حملت الأولى عنوان "الترجمة العربية/ التركية"، عرض فيها المشاركون أبحاثًا أدبية ولغوية في مجال الترجمة بين اللغتين العربية التركية.
واشتملت الجلسة التي أدارها رئيس مركز أبحاث جامعة روميلي في إسطنبول د.خالد إيرن، على ورقة للباحث والمترجم محمد تشليك تناول فيها جهود العثمانيين في حركة الترجمة من العربية إلى التركية وأهم خصائصها.
وقدم برهان كور أوغلو عميد كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية (الدراسات العليا) في جامعة ابن خلدون بإسطنبول، ورقة بعنوان "دور الترجمات من اللغة العربية في إطار جهود تقوية الروابط مع الثقافة والفكر الإسلاميين في تركيا، وانعكاسات مشروع محمد عابد الجابري لنقد العقل العربي".
وقدمت الباحثة في مجال الأدب العربي "آيسل أرغول كيسكين" ورقة حملت عنوان "واقع الترجمة من الأدب العربي إلى اللغة التركية خلال العقد الأخير". ثم قدم المترجم والباحث محمد حقي صوتشين ورقة بعنوان "إشكالات الموازنة بين الشكل والمضمون في ترجمة الشعر الكلاسيكي: ترجمة المعلقات السبع ويونس أمرة أنموذجًا".
واختتمت الجلسة بورقة قدمها سعود يوسف أقيوز الباحث في التاريخ العثماني وتاريخ العلاقات العربية-التركية، عن حركة الترجمة من التركية إلى العربية ودور المؤسسات التركية فيها.
وأقيمت جلسة أخرى حول الترجمة الشخصية، أدارها حسن ناظم، رئيس كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة، وشارك فيها الكاتب والمترجم المغربي عبدالسلام بنعبد العالي بورقة حملت عنوان "عندما تغدو النسخة أصلًا. الترجمة الشخصية: ترجمة، أم إعادة كتابة؟". وقدمت أستاذة اللغة الإسبانية ورئيسة تحرير مجلة "المترجم العراقي" إشراق عبد العادل صكبان، ورقة بعنوان "الترجمة الشخصية وحوار الذات مع الآخر: اللغة الإسبانية بوصفها أداة في خطاب المثاقفة".
كما قدم المترجم وأستاذ اللغة الإيطالية في جامعة الألزاس العليا بفرنسا معاوية عبد المجيد ورقة بعنوان "الترجمة الشخصية في اللغة الإيطالية.. هوية اللسان المزدوج"، وتحدث المترجم ومدير البرامج في كرسي اليونسكو للحوار بجامعة الكوفة أحمد باسم سعدون عن الترجمة الشخصية والهوية.
وفي جلسة "الترجمة والرقمنة حاضرًا"، شارك عز الدين غازي، الباحث في الهندسة اللسانية واللسانيات العامة والمعجميات الحاسوبية والترجمة في جامعة القاضي عياض بالمغرب، بورقة حملت عنوان "المنطقة المعتمة في التعابير متعددة الكلمات وتحديات الترجمة الآلية: معالجة معجمية آلية باستخدام التعلم العميق". وتناولت الباحثة بالجامعة اللبنانية والاختصاصية في علوم اللغة والتواصل مها مراد موضوع الترجمة الآلية والبشرية للنصوص الطبيّة في زمن الجوائح.
أما الأستاذ المساعد ومنسق برنامج الحوسبة والوسائط المتعددة بكلية الحاسوب وتقنية المعلومات بجامعة صحار، محمود البحري، فتحدث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي ودورها في تطوير برامج الترجمة الآلية في الحياة العصرية الحالية. وتوقف غسان مراد الأستاذ الباحث في حوسبة اللغة والإعلام الرقمي ورئيس مركز الأبحاث والدراسات في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة اللبنانية، عند واقع الترجمة الآلية بين اللغات قليلة المصادر الرقمية على الشبكة.
وشهدت جلسة حملت عنوان "تنويعات ترجمية" مشاركة أستاذ الأدب المقارن في جامعة عين شمس د.شكري مجاهد (محمد عناني معلمًا ومترجمًا)، وأستاذ الأدب المقارن والترجمة بجامعة العلّامة الطباطبائي صادق خورشا (إعادة صياغة الترابط النصي في الترجمة الشعرية لرباعيات الخيام إلى العربية)، وأستاذ الترجمة في الجامعة الإسلامية العالمية بباكستان إنعام الحق غازي (محمد إقبال من منظور المترجمين العرب)، ومديرة مركز الثقافة والأدب اليوناني والعربي بيرسا كوموتسي (روائع الأدب اليوناني بالعربية).
وأقيمت في اليوم الثاني جلسة عن إشكاليات ترجمة المفاهيم الفلسفية، أدارتها الأكاديمية والباحثة الإيرانية فاطمة برجكاني، وشارك فيها أستاذ علوم اللغة بجامعة تونس شكري السعدي (إشكالات ترجمة مفاهيم فلسفة اللغة)، وأستاذ الفلسفة الحديثة وتاريخ العلوم بجامعة تونس المنار يوسف بن عثمان، و"ألد نيكوسيا" أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة باري الإيطالية (آمال وآفاق في الترجمة)، وعمر التاور أستاذ الفلسفة بجامعة ابن زهر المغربية (ترجمة بعض المفاهيم الفلسفية الغربية المعاصرة إلى اللغة العربية)، ومحمد بن منصور رئيس قسم اللغة العربية في المدرسة العليا للمعلمين بـ ليون/ فرنسا (الترجمة الخلاقة: تجليات الهوية العربية في الفلسفة الإغريقية).
/العُمانية/النشرة الثقافية/ عُمر الخروصي