الأخبار

"نقالي".. فنٌّ يقوم بدور ثقافي بارز في إيران

طهران في 23 يناير /العُمانية/ لطالما كان سرد القصص يعتبر جزءًا من التقاليد الإيرانية في مختلف المناسبات ومن أقدم أشكال الدراما الذي يقوم بدور تاريخي وثقافي مهم في المجتمع.

يسمى فن رواية وسرد القصص في إيران "نقالي" ومن يمارس مهمة رواية القصص يطلق عليه لقب الـ "نقّال" الذي ينقل للناس قصصًا شعرية أو نثرية مصحوبة بإيماءات وحركات وأحيانًا بموسيقى مصحوبة برسومات على القماش.

وقالت ريحانة موسوي باحثة إيرانية في التراث الثقافي في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن فن "نقالي" تم إدراجه باسم إيران في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في عام 2011؛ الأمر الذي ساهم بشكل كبير في حفظ هذا الفن خلال السنوات الأخيرة.

وأضافت موسوي أن النقالي يتطلب موهبة كبيرة وذاكرة قوية وقدرة على الارتجال بمهارة لجذب انتباه الجمهور، مؤكدة أن النقّال يعمل كفنان وحامل للأدب والثقافة ويجب أن يعرف التعبيرات الثقافية المحلية واللغات واللهجات والموسيقى التقليدية.

ووضّحت أن النقال لديه أدوات مختلفة يستخدمها في عرضه، منها الكرسي والعصا، ويرتدي عادة أزياء بسيطة، لكن في بعض الأحيان يرتدي خوذات قديمة أو سترات مدرعة أثناء العروض للمساعدة في إعادة إنشاء مشاهد المعركة والأساطير القديمة.

وأكدت الباحثة الإيرانية في التراث الثقافي أن فن "نقالي" ينتشر في الوقت الحاضر في المقاهي وعروض خيام البدو والمنازل والأماكن التاريخية.

وبيّنت أن القصص والروايات التي يسردها "النقال" تكون عادة من القصص الملحمية والبطولية القديمة، ومن هذا المنطلق فإن الصوت والأداء والتمثيل ضروري لنقل هذه القصص مع استخدام أساليب جذابة تزيد من المبالغة بما يشد المشاهدين والمستمعين.

وأشارت إلى أن "النقال" يمكنه إدخال الأفكار والحِكم والعِبر والقصص المفعمة بالشجاعة والرجولة والشهامة والشرف والأخلاق، وهنا تكمن مهمته في التركيز على الجانب الذي يسلي ويمتع ويفيد الجمهور الذي يحتشد عادة في المقاهي، ويتفاعل مع شخصية النقال الذي يسرد الأحداث بنبرته المتميزة والتي تتعالى وتنخفض مع شدة الأحداث، فيتابعه الجمهور ويسمعه ويردد ويتفاعل معه بالكلمات المعبرة والتصفيق الحار.

/العُمانية/النشرة الثقافية/ عُمر الخروصي