القاهرة في 26 ديسمبر /العُمانية/ صدرت عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام في مصر، رواية للكاتبة الجزائرية هدى درويش بعنوان "كوكينيا.. مائة ليلة بعيدًا عن نورتبيكورت".
تقع الرواية في 132 صفحة من القطع المتوسط، وتعود بنا إلى زمن ماضٍ، وتَظهر مدينة الإسكندرية في طيات ملامحها بوجه عتيق يتقن الصمت بلغة الكلمات وبنزيف الذاكرة الموجع دون انقطاع لشخوص الرواية المحورية.
وبحسب بيان صحفي للناشر، "يشترك أبطال الرواية في عشق مدينةٍ لا بحر لأحلامها، مدينة مريضة بالحياة كلما تمدَّدت على سريرها وتعاقبت عليها السنوات إلى يومنا هذا، مما يجعلنا نتساءل: مَنْ يكتب عمّن؟ هل تسرد هدى درويش مخطوطة حياة تلك المرأة التي تعادل تاريخ مدينة؟ أم كأنها غادة السمان التي تحمل في صدرها وطنًا يبكي وتتغنَّى ببلدات الشام وياسمينها؟ فبلدة صافيتا السورية عشقٌ لديها يستدعي الكثير من الثرثرة".
ويضيف الناشر: "نتبعثر داخل فصام الرواية، ففكرونولوجية الأحداث غريبة تقبع عند مدخل عمارة واحدة قديمة في حي الإبراهيمية العريق، تُقرأ من خلال أرضية خشبية مبللة لشقة مهجورة، تُسقط جراحها على رصيف الذاكرة وتتشكل أحداث جديدة في خيالها النحيل، فتستهوينا معرفة الحقائق المبهمة بدايةً بديباجة الرواية التي تربط الحكواتية بعشق وهران مسقط رأسها تارة، وبحنينها لبلدة النورتبيكورت بالشمال الفرنسي تارةً أخرى، هنالك حيث الوطن يُحمل بين الضلوع لا على صفحات جواز السفر".
ويوضح الناشر أن بحر الإسكندرية في الرواية "لا يفرِّق بين كوكينيا المصرية وكوكينيا اليونانية (نيكيا حديثًا)، فالمدائن التوأم تلتقي ويبحث كل منها عن ذاته في المدينة المجاورة لها على ضفاف المتوسط".
ويشير إلى أن "كوكينيا" هي أول رواية عربية تتناول واحدًا من أمراض المناعة الذاتية، سطرتها الروائية هدى درويش بـ "كل هذا الزخم النابع من عمق البارانويا التي جثمت على صدر مُحبّ عاشق للحياة وحوَّلت بسمته إلى إكليل قبر قديم منسي، لذا لا يمكن للقارئ الدخول إلى هذا القدر العجيب من الأحداث دون امتلاك شيء من (الشيزوفرينيا) تمنحه القدرة على عدم تفسير التفاصيل وفق البُعدين الزماني والمكاني، حين يغيب بعض الشخوص دون رجعة، أو يظهر بعضهم باستحقاق أليم. وحين تلتصق المدائن بعضها ببعض وتموت المسافات وتتعذّر التفاسير، أو حين يشعر القارئ بالسوداوية والدوار وكأنه يقف على حافة قبرٍ غريب، أو حين يشعر بالجنون المجنّح فيسير عكس قناعاته السابقة".
/العُمانية/النشرة الثقافية/عُمر الخروصي