الأخبار

ندوة في عمّان بذكرى رحيل تيسير السبول
ندوة في عمّان بذكرى رحيل تيسير السبول

عمّان، في 5 ديسمبر/العُمانية/ أقام منتدى الرواد الكبار ندوة بمناسبة مرور خمسين عامًا على رحيل الروائي والشاعر والقاص الأردني تيسير السبول، شارك فيها الناقد د.سليمان الأزرعي والكاتبة د.مريم جبر.

وتوقف الأزرعي عند تجربة السبول في كتابة القصة، متخذًا من قصة "هندي أحمر" نموذجًا، موضحًا أنها تروي حكاية شاب خدعته الحياة الأجنبية، ثم اكتشف زيفها وخواءها.

وقال الأزرعي إننا ليس بحاجة لأن نحدد شخصية بطل هذه القصة، فقد أفسح السبول المجال لبطله ليقدم نفسه قائلًا: "أنا فتى أهوج سريع الانفعال... في طفولتي كنت أربت على القطط البيضاء وألقي خطبًا على الثلوج، أما أن يلوح حمار أسود أو كلب أحمر، فالويل كل الويل".

ورأى الأزرعي أن السبول استطاع في هذه القصة أن يحقق غايته الأساسية بشكل جيد، حين سجل بساطة الإنسان العربي الذي يُخدع بمظاهر الأمور دون أن ينظر إلى لبابها، وقد تسوقه بساطته للجري وراء غايته السقيمة فيكشف بالبساطة نفسها أنه مخدوع، وأنه أمام علاقة مريبة يجب ألّا يسلّم لها دون شروط، حيث خدعته الدعاية الأمريكية، فرأى في الهنود الحمر شعبًا متوحشًا يأكل لحوم البشر، كما رأى الكوريين الصُّفر شعبًا مجرمًا تواقًا لسفك الدماء، ورأى في الضابط الأمريكي رمز البقاء المتحضر الذي يجب أن يعيش على موت هؤلاء.

وأشار الازرعي إلى أن السبول في هذه القصة كان يدفع بالقارئ العربي لاتخاذ موقف العداء ضد أمريكا بُعيد هزيمة يونيو1967، التي برز إثرها الدور الأمريكي المعادي في المنطقة.

بدورها، تحدثت د.مريم جبر عن رواية "أنت منذ اليوم"، التي تعد من الروايات التأسيسية في الرواية الأردنية، إذ كتبها السبول بعد هزيمة يونيو عام 1967، وأدان فيها ما وصلت إليه حال الأمة في شتى المجالات، وهي الحال التي لا ترضي أي مثقف.

وأشارت جبر إلى أن رواية "أنت منذ اليوم"، تمثل الاستجابة الفكرية والإنسانية للواقع، بما هو عليه من تشظٍّ وتعقيد، وأضافت: "الجانب الفني في هذه الرواية يمكن وصفه بعدم التماسك والالتباس والتداخل، واستخدام لضمير المتكلم، لكن سيظهر لنا من هذا التداخل في تعدد المرويات (رواية البطل، ورواية الواقع، ورواية الكاتب نفسه) أن ثمة رواية داخل الرواية، وثمة مؤلف يتقنع بقناع شخصية أخرى".

وحول ما يتضمنه نص الرواية، قالت جبر إن هناك مستويين، الأول مستوى خاص بالرواية وكاتبها وحياته الخاصة التي لم يكن راضيًا عما يمكن أن تؤول إليه، والثاني عام، إذ لم يكن السبول راضيًا عما آلت أو ستؤول إليه حالة الأمة المهزومة، فكان هذا العمل الأدبي صورة أخرى من الواقع ومن التكوين النفسي والاجتماعي للإنسان العربي، أو لـلسبول نفسه.

/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري