الأخبار

نسخة عربية من كتاب "تولستوي الأديب والإنسان"
نسخة عربية من كتاب

عمّان في 24 أكتوبر /العُمانية/ صدرت أخيرا عن "الآن ناشرون وموزعون"، النسخة العربية من كتاب "تولستوي الأديب والإنسان.. حياة روسية" لروزاموند بارليت، في 590 صفحة من القطع الكبير.

ويحيط الكتاب الذي ترجمه سامر سمير كروم بمراحل الحياة التي عاشها الأديب الروسي المعروف (1828-1910)، وهو يشكل بانوراما شاملة تصف حياة تولستوي؛ بدءًا من الإحاطة بتاريخ أسلافه الأرستقراطيين، مرورًا بتفاصيل طفولته، ومعالم شبابه، ورحلاته داخل الأراضي الروسية وخارجها، والتحولات التي طرأت على شخصيته وفكره، وانتهاءً بما تركه من آثار إبداعية ما زالت مثار اهتمام ملايين القراء حول العالم.

وترى المؤلفة أن تولستوي عاش "حياة روسية بامتياز... أكثر من أي روسي آخر"، وأنه جمع بين: "أصالة الجموح واللاعقلانية، أو التحرر الطيني من أيّ قيود".

وتضيف أنه عاش "حياة الطبقة ذات الامتيازات، وتلقى تعليمًا خاصًّا على يد معلمين أجانب، وأصبح من الإقطاعيين الأثرياء وهو في التاسعة عشرة من عمره".

لكن تولستوي بحسب المؤلفة، عاش تحولًا كلاسيكيًّا آخر من تلك التحولات التي عاشها كثير من النبلاء الروس، "فأصبح ضابطًا في الجيش.. وكان من دأب معظم رفقاء السلاح أيضًا التقاعد في عزبة ريفية بعد الخدمة. إلّا أن تولستوي خالف القاعدة هنا فأصبح كاتبًا؛ الكاتب الشاب الأوفر حظًّا مقارنة مع أقرانه من ذلك الرعيل... وسرعان ما انفضَّ من حوله جلّ زملائه من الكُتّاب بسبب آرائه المستهجنة وطبيعته الهجومية".

بيد أن تولستوي، بحسب المؤلفة، تميز بامتلاكه ضميرًا حيًّا ونوعًا نادرًا من الشعور بالمسؤولية العميقة، فلم يكتفِ بما يقدمه من إبداعات أدبية واتجه إلى سلك التعليم، فوضع نظامًا تعليميًّا من صنعه، سمّاه (ألف باء جيم) لتدريس القراءة والكتابة للأطفال الروس من جميع الخلفيات. كما درَس اللغة اليونانية باجتهاد شخصي، ثم قام بترجمة مبسطة لأقاصيص إيسوب، وأضاف إليها قصصًا من خياله ومجموعة من القصص الروسية عن المحاربين الأسطوريين.

وكان من ثمار شعور تولستوي بالمسؤولية أنه افتتح مدرسة في مسقط رأسه (ياسنايا بوليانا)، ومارس دور الأب، وتحدث باسم الفلاحين من خلال حملة أطلقها في أرجاء روسيا لطلب المساعدة وجمع التبرعات لمواجهة المجاعة الوشيكة.

واتسم عمل مؤلفة هذه السيرة بالمهارة في تمييز الأحداث التي مر بها تولستوي في شبابه، والنأي عن النقد الأدبي قدر المستطاع، فهي تتجه إلى موضوعها مباشرة، وتجعل من الجوانب الإنسانية والظروف الاجتماعية والسياسية المحيطة بتولستوي همّها الأول.

ونقرأ على الغلاف الأخير للكتاب: "انفردت روسيا بإنجاب كاتبٍ يجمع بين طَرَفَي نقيض في شخصيَّته؛ فقد كان تولستوي يُشبَّه بالقيصر والفلّاح في الوقت نفسه. ومنذ اليوم الذي وُلد فيه في منزل أجداده الأرستقراطيّين في ياسنايا بوليانا، ثمَّ خلال ترعرعه في تلك البيئة الشاعريّة، إلى اليوم الذي غادر فيه المنزل آخر مرَّة وهُو في الثَّانية والثَّمانين من عمره، عاش تولستوي حياة روسيَّة قلبًا وقالبًا، وبدأ اسمهُ يرتبط بروسيا الأمّ مباشرة بعد أن نَشَرَ روايته الملحميَّة الوطنيّة (الحرب والسلام) في الثلاثينيّات من عمره".

ونتيجة ذلك كما جاء على الغلاف، أصبح تولستوي يشبَّه بالمحارب القروسطيّ شبه الأسطوريّ الأشهر "إليا المورومي"؛ الذي مكث في منزله مستلقيًا على موقد من الطُّوب حتى بلغ الثَّالثة والثَّلاثين، ثمَّ انطلق ليخوض المغامرات ويسجِّل المآثر العظيمة في الدفاع عن المملكة.

/العُمانية/النشرة الثقافية/عمر الخروصي

أخبار ذات صلة ..