الأخبار

"جذور" لنهلة آسيا.. لوحات تعبّر عن ارتباط الإنسان بالمكان

عمّان في 24 أكتوبر /العُمانية/ تقدم التشكيلية الأردنية نهلة آسيا في معرضها "جذور"، تجربة فنية تنهل من الثقافة المحلية بتنوع مكوناتها، ومن البيئة الجغرافية على امتداد تاريخها، ومن الطبيعة بتجلياتها المختلفة.

وتحضر في اللوحات المعروضة على جاليري جودار، ثيمة الجذور التي تتخذ شكل خيوط طولية وعرضية تتداخل وتتشابك، لتعبّر عن ارتباط الإنسان بأرضه، إلى جانب كونها تمثل ما يشبه خطوط الدفاع في مواجهة العولمة التي تنهش بالثقافات الوطنية وتهددها، فكأن الفنانة تحمل رسالة ترى أن التمسك بالهوية هو الطريق لتقديم لوحات تجسد علاقة الإنسان بالمكان الذي ينتمي إليه.

وشغلت اللوحات بألوان الزيت، وتناولت مشاهد مختلفة من الطبيعة، تشمل الأشجار والأنهار والبحيرات والجبال والصحراء والبيوت والمدن، مشكلةً بذلك فسيفساء أو منمنمات تتماسّ مع الفن الراسخ في الحضارة العربية الذي اعتمد على الزخرفة في تشكيل مشهد متكامل ينحو باتجاه التجريد غير أنه في الوقت نفسه يتمسك بتعبيريته ووضوح الأشكال فيه.

فالأشجار تمتد جذوعها لتثبت في الأرض، ثم تتشكل الأغصان والأوراق بطريقة بسيطة غير أنها تمتلك طاقات من التعبير والفرادة، وتتوزع الصخور على التلال والجبال وتنمو بينها الأعشاب والحشائش الصغيرة، وتتراكب بيوت المدن فوق بعضها بعضًا في طبقات رقيقة، وتشع الأضواء عبر القباب والنوافذ الكبيرة التي تركت لها الفنانة مساحة واسعة على سطح اللوحة.

وبقدر ما تركّز الفنانة على الطبيعة فإنها تشير إلى علاقة الإنسان بها، محاولة أن تعكس تحولات الزمان وأثرها على المكان، لذا اعتمدت بشكل أساسي على ألوان التراب والصخور البنية والذهبية، وعلى درجات الأزرق التي تشير إلى الماء، حيث كل لوحة من لوحاتها تموج وتتحرك في خطوط منحنية ومتقاطعة ومتعرجة معبّرةً عن حركة الحياة نفسها وتموجاتها، وبما يتيح قراءة كلٍّ من اللوحات التي بلغ عددها 46 لوحة كما لو أنها قصة تحكي تاريخ الإنسان وارتباطه بالأرض والطبيعة.

يذكر أن نهلة آسيا حصلت على شهادة دبلوم في الفنون التشكيلية، وشغلت منصب أمين السر في رابطة الفنانين التشكيليين عام 2021، وهي من مؤسسي جمعية "ألوان" للإبداع الفني عام 2013، وصدر لها مجموعتان قصصيتان هما: "استراحة على محطات الوطن"، و"صدى الأرواح البعيدة".

/العُمانية/النشرة الثقافية/عمر الخروصي

أخبار ذات صلة ..