الأخبار

الشارقة الثقافية".. سؤال "أول رواية عربية" مجددًا
الشارقة الثقافية

الشارقة، في 3 أكتوبر/ العمانية/يتضمن العدد الـ 72 من مجلة "الشارقة الثقافية" مقالة لمدير التحرير نواف يونس، توقف فيها عند جهود النقاد العرب، الذين توصلوا في دراساتهم المتعلقة بالسرد العربي، إلى تاريخ مختلِف عمّا هو متفَق عليه لأول رواية عربية.

وقال يونس إن الأوساط الأدبية والثقافية توافقت على ريادة رواية "زينب" لمحمد حسين هيكل، وبقي التأريخ لنشأة الرواية العربية محدَّدًا بالعام ١٩٢٧م، إلا أن النقاد الذين اجتهدوا في دراساتهم الأكاديمية المتعلقة بالسرد، توصلوا إلى أن تاريخ مختلف لأول رواية عربية، فهناك من أرجع الريادة إلى خليل الخوري في روايته "وي.. إذن لست بإفرنجي" (١٨٦٥م)، وهذا ما نجده لدى عبد الله إبراهيم ومحمد يوسف نجم، حتى إن الناقد محمد سيد عبد التواب، عدّ تلك الرواية طفرة في السرد العربي وقتذاك.

ووضح يونس أن جهد النقاد لم يقتصر خلال بحثهم عن ريادة الرواية عربيًا، على تحديد رواية بعينها، فقد أثمرت دراساتهم عن اكتشاف روايات عربية أخرى، منها "الأسهم النارية" لأنطون صقال، وأيضًا روايات فرانسيس المراش، وسليم البستاني، وزينب فواز، وجميعها تتراوح سنوات ظهورها تاريخيًا، ما بين 1865 و1899م.

وأشار يونس إلى ما وجده الناقد سيد بحراوي في تلك الروايات من وعيٍ مبكر بقضايا الهوية والشخصية والخصوصية لمنظومة القيم الفكرية والفنية، من حيث اللغة والبيئة والوعي بالذات، دون التأثر بالغرب، وهو ما ينقض ما تَردّدَ وقيلَ عن أن السرد العربي تأثّر بالمعطف الغربي، إذ إن هذه الروايات العربية "انتمت إلى جذور تراثية عربية أصلية، تنطلق من المرجعية الأولى (ألف ليلة وليلة)، والالتقاء مع المقامات التي رسخت وجودها السردي عربيًا".

ولفت إلى أن المفاجأة الأكثر تأثيرًا في أبحاث النقاد العرب، أنهم توصلوا إلى معطيات تضارع عملية التأريخ للريادة، حين اكتشفوا أن جزءًا من هذه الريادة يعود إلى وجود أربع روايات كانت مجهولة، تُنسب إلى أحمد شوقي، وهي "عذراء الهند" (١٨٩٧م)، و"لادياس" (١٨٩٩م)، و"دل ويتمان" (١٨٩٩م)، و"ورقة الآس" (١٩٠٤م).

وكتب يقظان مصطفى في المجلة عن البوزجاني مؤسس علم الهندسة التحليلية، وتطرق الكتاني حميد إلى اللغة العربية في مرآة اللسانيات الاستشراقية، وقدم خالد عواد الأحمد إطلالة على "الرمثا" الأردنية، مدينة القوافل ومحطة الحجاج، بينما تتبعت غنوة عباس سيرة مدينة سدراتة الجزائرية ذات الملامح الإسلامية التي امتزجت بالشرق والغرب.

وحاور أحمد اللاوندي الشاعر التونسي المنصف الوهايبي الذي أكد أنّ العربية لغة درجت في رحم الشعر، وأطلّت عبير محمد على عالم فرح أنطون الذي لم يترك مجالًا أدبيًا إلّا وطرقه، وكتب عبده وازن عن الكاتبة الفرنسية فرانسواز ساغان التي شكلت ظاهرة روائية، وتوقفت سهاد سعيد محمد عند وولت ويتمان، رائد الشعر الأمريكي الذي أطلق حركة الشعر الحر في العالم.

وكتب علي حسن الفواز عن التاريخ وغواية السرد، وتناولت هبة محمد سيرة صالح الحامد الذي يعدّ رائد المدرسة الرومانسية الشعرية في اليمن، وقدم يوسف عبد العزيز مداخلة حول رواية "هاني بعل الكنعاني" للروائي صبحي فحماوي، واستعرض خلف أحمد أبوزيد مسيرة الأديب زكي مبارك الذي نهل من معين الثقافة العربية الإسلامية، وتناول رمضان رسلان تجربة آنا ماري شيمل، التي تعج أنموذجًا فريدًا في عالم الاستشراق.

وكتبت ذكاء ماردلي عن سفير الأدب الداغستاني رسول حمزاتوف، واستكشف حاتم السروي شعر الرؤيا الذي يتضمن دلالات ورموزًا تلتقط الأحلام، وحاور محمد جمال المغربي الروائيةَ السعودية هيلانة الشيخ التي أكدت أنّ التشكيل والأدب وجهان لعملة واحدة.

ونقرأ في المجلة موضوعات على غرار: أعمال كافكا التي أخفاها عن الأنظار (محمد العامري)، نجا المهداوي.. الريادة في اللوحة الحروفية المعاصرة (أديب مخزوم)، عز الدين ميهوبي.. البطولة في المسرح دائمًا للجمهور (حاوره ممدوح عبد الستار)، صلاح القصب.. الشعر روح المسرح والصورة لغة الإشار (حاوره ظافر جلود).

ومن المقالات التي تشتمل عليها المجلة: الجمالية في علم اللغة العربية (منال محمد يوسف)، ظاهرة الروايات العربية ثنائية التأليف (مصطفى عبد الله)، نجيب محفوظ.. السيرة الذاتية بين البدايات والنهايات (اعتدال عثمان)، بيوت الأدباء.. تاريخ ماثل (رعد أمان)، درر السرديات في التراث الأدبي (نبيل سليمان)، دور الأدب والفن في منظومة الثقافة (محمد محمود عثمان)، الكتابة والقراءة وثقافة الإنسان (سلوى عباس)، مسرحة عناصر اللوحة ومستغلقات التشكيل (نجوى المغربي).

/العُمانية /النشرة الثقافية / طلال المعمري