الأخبار

"سوسيولوجيا اللغة".. كتابٌ يرصد السياسة اللغوية في الجزائر

الجزائر في 22 أغسطس /العُمانية/ يعالج كتابُ "سوسيولوجيا اللُّغة" الصادر عن دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة، السياسة اللُّغوية في النظام التربوي الجزائري.

وتؤكد د. هنية حسني -مؤلفة الكتاب- أنّ قضايا اللُّغة لا تقتصر على الوظيفة التبليغية، وإنما تتجاوزُها إلى نقل مقوّمات الشخصية والمبادئ الوطنية والأسس الثقافية، ولذلك توجّب على الدول العربية ومن بينها الجزائر إعادة الاعتبار لرموز هويتها الوطنية في مستوى اللُّغات المحلية والوطنية، ووضعها في المكان المناسب.

وتشير حسني إلى أنّ هذه العملية لا تخضع للصدفة ولا يعاد إنتاجها بفرض نمطٍ قانوني معيّن خاضع لسيطرة هيئة معينة، تمارس نوعًا من العنف الرمزي على المجتمع بفرض نمطٍ ولغة تهبها الصفة الشرعية لممارسة سلطتها على باقي اللُّغات الوطنية والمحلية.

وتوضح أنّ العنف الرمزي يتخذ أكثر صوره وضوحًا في صراع النماذج اللُّغوية المدرسية، وأنّ النظم التربوية تشكّل ساحةً للصراع اللُّغوي الرمزي بين نماذج لغوية متعدّدة؛ فاللُّغة تشكّل نظامًا رمزيًّا للدلالات والتصوُّرات الرمزية التي تحدّث عنها بورديو في نظريته الثقافية، كما أنّها لا تقف عند الهيمنة اللُّغوية والعنف الرمزي، بل تعيد إنتاج نفس البُنى والأنماط اللُّغوية السائدة، والتي تريد تأسيسها في المجتمع.

ولهذا ترى الباحثة أنّ على الدول إنتاج سياسة لغوية، تُدرس وفق مراحل وأسس علمية، وتصدر عن هيئات وحكومات وطنية مستقلة؛ كي تحقق سياسةً لغوية واعية وهادفة للوصول إلى مطامح الأمة الثقافية والاجتماعية والسياسية والتعليمية، وتمنحها صفةً معنوية تميّزها داخل النسق الحضاري على أساس أنّ السياسة اللُّغوية تمثّل مرحلةً نظريةً، يتمُّ خلالها الربط بين الواقع الاجتماعي واللُّغة لاتخاذ اتجاهٍ لغويّ محدّد يستوجب عدة إجراءات، مثل تحديد لغة التعليم والإدارة والإعلام وغيرها.

وتؤكد المؤلفة أنّ السياسة اللُّغوية: هي مجموعة الاختيارات الواعية المنجزة في مجال العلاقات بين اللُّغات والحياة الاجتماعية، وأكثر تخصُّصا بين اللُّغة والحياة الوطنية؛ فالسياسة اللُّغوية تُحدَّد من طرف الدولة باعتمادها الواقع الاجتماعي، لتلبية أهداف محدّدة.

يُشار إلى أنّ د. هنية حسني أستاذة بقسم العلوم الاجتماعية بجامعة محمد خيضر بولاية بسكرة جنوب الجزائر، وهي عضو في مخبر المسألة التربوية في الجزائر في ظل التحديات الراهنة بجامعة بسكرة، ولديها العديد من البحوث التي تعالج المشكلات والقضايا التربوية والتعليمية ذات التوجُّه السوسيولوجي في المجتمع.

/العُمانية/النشرة الثقافية/ عمر الخروصي