الشارقة في 22 أغسطس /العُمانية/ تناول العدد السبعون من مجلة "الشارقة الثقافية" العلاقة الوطيدة والمميزة بين الشعر والحضارة، بوصفها "علاقة بناء وسبر وحفر في الجذور والتاريخ والزمن"، و"علاقة أخذ وعطاء، عبور ووصول، تأثير وتأثر".
ونقرأ في الافتتاحية أيضًا: "عندما يحفظ الشعر مفردات التراث ويوثّق الأحداث والأيام والمحطات المضيئة والأليمة، فهو بذلك يشكّل ذاكرةّ للحضارة وسجلًّا لمسيرها، وعندما يسهم الشعر في إثراء اللغة وبناء الشخصية والارتقاء بالثقافة، فهو بذلك أيضًا يكون قد حصّن مقومات الحضارة، وعانق نضجها، وشقّ دروب التواصل مع الحضارات الأخرى".
وكتب مدير تحرير المجلة نواف يونس عن النقد والإبداع، وقال في مقالته: إنّ بعض الكتابات النقدية تحولت إلى "غزل مكشوف" أو تقارير تركّز على مضمون النص وتكتفي بتفسيره وشرحه، ويتناسى أصحابها أنّ متناوِل النص الإبداعي "يجب أن يتجاوز عمل الدارس ويرتقي إلى رتبة الناقد، بعد ترسيخ مفهوم النقد الحقيقي الذي يفرّق بين الدارس الذي يتكئ على معرفةٍ ومعلومات عامة، وبين الناقد الفنان المبدع الذي يقدّم لنا من خلال قراءته النقدية رؤيةً حيّةً للنصّ المبدع بعد تفاعله معه فكريًّا وفنيًّا".
وأوضح أنه إذا كان النقد فعلًا حضاريًّا، فإنّ قبول الكاتب للنقد فعلٌ حضاري أيضًا؛ لأنّ الناقد مثل الأديب "لا بد أن تتوافر له الأدوات والقدرة على إنتاج نصٍّ نقدي مبدع، يوازي نص المبدع ويساويه".
وتناول يقظان مصطفى تجربة المسعودي في مجال الأدب الجغرافي العربي، وتوقفت وراد خضر عند جماليات الشعر الإسباني لدى الجيل الجديد، بينما جال حسن بن محمد في ربوع مدينة "أبها" السعودية، التي تعدّ عاصمة السياحة العربية.
وفي باب "أدب وأدباء"، قارن د. محمد صابر عرب بين نجيب محفوظ (الطبيب) ونجيب محفوظ (الأديب)، موضحًا أنّ كليهما سعيا إلى النبوغ والتفوق، وتناول د. رضا عطية التحولات في المشروع السردي للكاتب إبراهيم عبد المجيد، وتوقّف عبد الله بن ناجي عند رواية "قواعد العشق الأربعون"، حيث السّرد وجماليات البناء والتلقي عند إليف شافاق.
ورأى وجيه حسن في مقالةٍ له أنّ الروائي المتمكّن ليس وثائقيًّا بالمعنى التاريخي، وكتب هشام عدرة عن الشاعر عدنان قيطاز، ورصدت هالة عبد الهادي مسيرة الروائي طارق إمام، وكتب عمار عبد المنعم عن "أمير شعراء السودان" أحمد محمد صالح، وقرأت زمزم السيد سيرة الأديب والشاعر أحمد علي حسن.
وبيّن د. محمد خليل كيف أمضى الأديب إحسان عباس عمره في خدمة التراث والأدب العربي، وتأمّل السيد نجم المنتج العقلي والوجداني للشعر مع إطلالة القرن الجديد، ورصد عزت عمر مشروع حاتم الصكر حول مفهوم الحداثة ومستويات الثقافة والتناص في الشعر العربي، وقدم مفيد خنسة قراءة حول صورتي الأب والأم في شعر حسن الزهراني، وتناول أنور الدشناوي تجربة خليل بيدس الذي ترك بصمةً مؤثرة في الأدب العربي.
وحاور أحمد اللاوندي الروائيَّ والشاعر العماني زهران القاسمي، الذي أكّد أنّ الشعر المحرك الأول للإبداع، وأجرى عبد الله المتقي مقابلةً مع الشاعرة سميرة البوزيدي قالت فيها: إن شعرها يحاول كسر أفق الانتظار، وكتب خاطر محمد عبده عن الليبي محمد النعاس ورؤيته الجمالية في المشهد الروائي العربي.
وفي باب "فن. وتر. ريشة"؛ نقرأ موضوعات من بينها: "عصمت داوستاشي: أرسم لأني ما زلت حيًّا" (سماح رجب)، "الفنان حمود شنتوت.. شاعرية المكان تأخذنا إلى الحلم" (محمد العامري)، "عزالدين المدني.. علامة مضيئة على خشبة المسرح" (محمد إسماعيل)، "عبد الجبار لوزير.. جسّد القيم الأخلاقية عبر فن الفكاهة" (محمد العساوي)، "فيلم (بنات عبدالرحمن).. دراما اجتماعية تلامس هموم المرأة العربية" (انتصار دردير)، و"عبدالوهاب الدوكالي.. عميد الأغنية المغربية" (بوشعيب الضبار).
وتضمّن العدد مجموعة من المقالات، من بينها: "في معنى الكتابة" (د. محمد رمصيص)، "د. عواطف عبد الرحمن وأسفار العمر" (اعتدال عثمان)، "نساء الروايات.. هل هن من ورق أم من خيال" (نبيل سليمان)، "إميل زولا وريادة التيار الطبيعي في الأدب" (عزالدين بوركة)، "من وظائف الرمز في الشعر الحديث" (د.حاتم الفطناسي)، "صلاح ستيتية.. المتأمل في اللون الثامن للقصيدة" (د. بهيجة مصري إدلبي).
ونقرأ في هذا الباب أيضاً: "الترجمة.. رسائل تفاهم" (سلوى عباس)، "الأدب وقيم الإبداع" (الأمير كمال فرج)، "القص الشفاهي في تاريخ الأدب العربي" (د. ضياء الجنابي)، "جدلية العلاقة بين الإقناع والتأثير" (سوسن محمد كامل)، "شعرية الفكرة في العمل الأدبي" (د. مازن أكثم سليمان)، "البطل والراوي والسامع في السيرة الشعبية" (د. سعيد بكور)، "محمد عزالدين الحريري والقص التصويري في شعره" (ذكاء ماردلي).
وفي باب "تحت دائرة الضوء" نقرأ موضوعات من بينها: "صداقة أربعين عاماً بين شوقي وشكيب أرسلا" (ناديا عمر)، "شعرية اللغة في (أقفاص فارغة) لفاطمة قنديل" (سعاد سعيد نوح)، "الرواية التاريخية العربية" (أبرار الآغا)، "رقمنة الرواية العربية" (انتصار عباس)،" كامل التلمساني.. من مؤسسي القصة المصورة سينمائيًّا" (ضياء حامد)، و"روح المحافظة ونزعة التجديد" (نجلاء مأمون).
ونشر العدد قصصًا قصيرةً وترجمات لأدباء من بينهم: كرم الصباغ، غسان حداد، محمد محمود عثمان، رابعة الختام، عمرو مصطفى، رفعت عطفة.
/العُمانية/النشرة الثقافية/ عمر الخروصي