الأخبار

"حكاية صمت" لطرب أبو زهرة.. لوحات ترصد معاناة المرأة

مسقط في 18 يوليو/العُمانية/تميل التشكيلية الأردنية طرب أبو زهرة في لوحاتها إلى رسم البورتريهات التي تتنوع بين الواقعي الرمزي والخيالي والتجريدي، وتعبّر عن وجوه نسائية تكشف عن حالات وجدانية ونفسية عميقة.

ولا تكتفي الفنانة في معرضها "حكاية صمت" المقام على جاليري طلّة اللويبدة بنقل تفاصيل الوجه، بل تعمد إلى تطعيم لوحتها برموز وأيقونات تعبيرية ودلالية، مثل ظلال الأزهار المنعكسة على وجه المرأة، والسلسلة الحديدية التي تطوّق وجه امرأة أخرى. وكذلك الحال في لوحة الفتاة التي تنظر للبعيد لكن ما يظهر للمشاهد هو ظهرها وشعرها فقط، وفي لوحة البورتريه التي تعبّر عما تعانيه طفلة يظهر البؤس على ملامحها.

وتدور معظم أعمال المعرض حول موضوعات تخص المرأة، وتتناول حقوق المرأة وهي لوحات تخاطب إحساس الجمهور عبر مفردات بصرية تلامس الوجدان وتحث العقل على التفكر بها وبمدلولاتها المستوحاة من المحيط الثقافي والبيئة المحلية.

وحول اختيار "حكاية صمت" عنوانًا للمعرض، توضح الفنانة أن المرأة غالبًا ما تلوذ بالصمت حين تتعرض لمواقف قاسية بدلًا من أن تشتكي، لذا حرصت على التعبير عن مشاعر المرأة وهواجسها من خلال الريشة واللون، حيث التركيز على تعابير الوجه في حالاته المتعددة، وبما يمكن أن يُعَدّ رواية لفصول من حياة امرأة تعاني وتُجْبَر على السكوت.

إلى جانب ذلك، نجد عددًا من الأعمال تركز على الأقنعة التي رُسمت بطريقة فنية تجسّد الانفصام النفسي الذي يعيشه الإنسان المعاصر، كما نشاهد في إحدى اللوحات بورتريهًا للمهرج، وهو القناع الذي أصبح رمزًا لما تخفيه الابتسامة على الوجه الملون من أحزان وآلام وربما أيضًا شرور.

وتُظهر اللوحات قدرة الفنانة على التعامل مع تفاصيل الوجه والمزج بين الواقعي والخيالي، وهو ما يمنح أعمالها أبعادًا عميقة ويحمّلها رسائل كبرى، ويتجلّى ذلك من خلال دمج مدروس للألوان، فللوحات البورتريه تختار الفنانة غالبًا الألوان الغامقة من البنّي والأسود والأزرق لتعطي عمقًا في المعنى، أما اللوحات التي ترسم فيها مشاهد من الطبيعة فتبدو الألوان مبهجة ومشرقة بما يتواءم مع طبيعة هذه المشاهد.

/العُمانية/ النشرة الثقافية / طلال المعمري

أخبار ذات صلة ..