باريس، في 27 يونيو/العُمانية/ لم يتوقف الجنود الفرنسيون والألمان عن الإبداع مستخدمين كل ما تصل إليه أياديهم في ساحة المعركة، حتى وهم يخوضون القتال في مدينة "فردان" أثناء الحرب العالمية الأولى.

وللمرة الأولى، تعرض أعمال لمجموعة من الجنود في نصب "فردان" التذكاري الذي قال مديره، "نيكولا باري": "هنا يعود الكثير من الأعمال الفنية إلى المكان الذي أُنتج فيه".

ويتضمن المعرض الذي يستمر لغاية 31 ديسمبر المقبل رسوما وصورا ومنحوتات أنجزها جنود وفنانون عملوا عليها داخل الخنادق.

ومن بين هؤلاء الجندي الفرنسي "شارل غروس" الذي قُتل في المعركة عام 1917 والذي مر قبل ذلك بسنة بمدينة "فردان" حيث كان ينحت أدوات صغيرة على قطع من الخشب ثم يرسمها ويبعثها إلى ابنته.

وكان هذا الجندي يحمل معه علبة صغيرة من الألوان المائية ودفاتر. وتقول مفوضة المعرض، "أديث ديسروسو دي ميدرانو"، إن الحرب في رسومه ليست موجودة، لكنه صُدم من حجم الدمار الذي لحق بالطبيعة على أرض المعركة.

كما كان الفنانون يرتجلون شتى أنواع الأدوات للرسم عليها، فقد دأب "أتيان-أوغست كراير" (1875-1953) على التقاط أغطية علب السيجار الخشبية ليرسم عليها بالزيت مشاهد من حياته اليومية قصد إرسالها إلى زوجته في شكل بطاقات بريدية. لكن بعضهم لم يبرزوا مباشرة مشاهد من المعارك واكتفوا بإظهار الدمار الذي حل بمدينة "فردان" في لوحات تنتمي إلى ما بعد الانطباعية.

/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري