الأخبار

معرض "تواصل 2".. 200 عمل لأكثر من 100 تشكيلي في إربد
معرض
27 يونيو 2022

عمّان، في 27 يونيو/العُمانية/ زُينت أروقة وصالات جاليري بيت نجم الدين في مدينة إربد شمال الأردن بحوالي 200 عمل فني لأكثر من 100 تشكيلي، ضمن معرض "تواصل 2" الذي افتتحه الفنان كرام النمري.

وتتنوع الأعمال المعروضة بين اللوحات المرسومة والأعمال النحتية والتركيبية. كما تتنوع المدارس الفنية؛ إذ يطالع المشاهد لوحات تنتمي إلى المدرسة الواقعية محاولةً تشكيل المشهد بموضوعية بعيدًا عن الانطباعات الذاتية أو الشخصية، بما يشبه النقل عن الواقع بحرفية ودقة ووضوح. وجاء عدد من الأعمال التي تنهل من الطبيعة ومكوناتها على هذه الشاكلة، لا سيما اللوحات التي استُوحيت من مشاهد موجودة في الريف حيث البيوت الطينية والورود والأشجار، وهو ما يبرز في أعمال التشكيليين: عمر عطيات، وميرفت نواس، وليندا خوري.

وفي عدد آخر من الأعمال المعروضة ثمة اتجاه واضح نحو المدرسة الرمزية؛ إذ تتوزع على أسطح اللوحات التي نُفذت في معظمها بالألوان المائية والأكريليك، موتيفات رمزية لها دلالة ومعنى. وهذه الأعمال تنهل من الواقع، لكنها تعيد صياغته بأسلوب فني لا يطابق الواقع ولا ينقل عنه بحرفية، ويمكن الإشارة هنا إلى الأعمال التي تضمنت ما يشبه البورتريهات عن المرأة عمومًا، وعن الإنسان الفلسطيني حيث الموتيفات التي تؤكد على أن فعل المقاومة ومصارعة الاحتلال موجود بقوة داخل اللوحة. والأمر نفسه في الأعمال التي تتناول رمزية الكف أو العين الزرقاء في الثقافة العربية كما في أعمال ميار حرز الله ويزن مقداد.

وفي إطار المدرسة الوحشية يطالع المُشاهد لوحات عُنيت بالألوان الصاخبة والقوية وتمنح إحساسًا بالخروج عن المألوف، مع تغيير وتحريف في نسب الألوان والأشكال والأحجام، والابتعاد عن مفردتي الظل والضوء وتجنب إثقال سطح اللوحة بالإضافات ليتاح للشكل الرئيس البروز والوضوح، مع ميل نحو التجريد والتبسيط. ومن الأمثلة على ذلك أعمال بشار الكاظم، ورهام الشامي، وحسن أبو حماد، وهيلدا حياري، وآلاء نادر.

ويتضمن المعرض كذلك لوحات تنتمي للمدرسة الرومانسية، حيث يفيض سطح اللوحة بالمشاعر والانطباعت الذاتية التي يسكبها الفنان لحظة تجسيده للمشهد أو الفكرة، ومنها ما قدمه ماجد شلا الذي صوّر مشاعر الألم من خلال مشهد لذراع رجل تمتد نحو طفل فلسطيني تائه بسبب الدمار، وكذلك ما قدمه محمود أسعد الذي صوّر رجلًا مسنًّا تنطق ملامحه بالبكاء والألم.

كما يجد المشاهد أعمالًا سريالية تعنى بتصوير ما هو غريب وخارج عن المألوف، مع التركيز على مشاعر تتأتى من خلال الأشكال التي تعيد صياغة الواقع بعيدًا عن أي حقائق يتضمنها، مطلقةً العنان للمكبوت في اللاوعي الإنساني، من مشاعر وهواجس وأفكار وأحلام، ومثل هذا الاتجاه يتجلى في أعمال التشكيليين محمد أبو عفيفة، وتاج السر، وكمال أبو حلاوة.

وفي عدد من الأعمال المعروضة، ثمة اشتغال على ما يتماشى مع روح العصر الراهن وتقدم التكنولوجيا، إذ تمت إعادة تشكيل الواقع وصياغته بروح عصرية تعتمد الحركة السريعة والإيقاع المتكرر، وإظهار ذلك من خلال تقسيم الأشكال وتجزئتها وتفتيتها، وإبراز الخطوط والنقاط والألوان، التي تُظهر للمشاهد حالة من الاندفاع والحيوية والحركة. ويمكن التمثيل على ذلك بأعمال سعاد حلمي التي ترسم مشاهد كأنما هي قطع من الفسيفساء متناثرة بالأبيض والأسود، وإدريس الجراح الذي تبدو الأسطح اللونية والتشكيلات لديه كما لو أنها أحجية من القِطَع، كلّ منها يبحث عمّا يكملها، وزهيرة زقطان التي تقدم بالتطريز أشكالًا لونية تحمل دلالات حضارية عميقة وتقسيمات لونية وشكلية عديدة.

ومن المدرسة الحروفية، تحضر لوحة للفنان رفيق اللحام الذي خطّ الكلمات فوقها، وأعمال متنوعة لمحمود طه الذي استخدم الحروفية في أجزاء من أعماله وأدخلها ضمن النسيج الشكلي العام. كما تحضر الحروفية في أعمال محمود الفرا الذي استثمر هذا النمط ليكتب عبارات دالّة فوق رسم لخريطة فلسطين، وجمال عقل الذي احتفى بشكل الحرف نفسه بعيدًا عن العبارة، ورامي مهناوي الذي قدم لوحة حروفية تتضمن عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم".

/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري