باريس في 6 يونيو /العمانية/ أصدر كاتب سيناريو الرسوم المتحركة الفرنسي "جان لوي تريب" رواية مصوّرة تسبر أغوار الحداد على الموت المأساوي لأخيه الأصغر قبل 45 سنة.
ويعود المؤلف بالقارئ إلى الوراء ليقف على المأساة الموشومة في قلبه، ويتتبع الأخاديد التي حفرتها في حياته.
ففي يوم 5 أغسطس 1976، وبينما كانت العائلة تستعد للذهاب في رحلة صيفية، دهست إحدى السيارات الفتى "جيل" (12 سنة)، الأخ الأصغر للرسّام، وفارق الحياة بعد ساعات قليلة في المستشفى. فتغيّرت حياة المؤلف وأقرباؤه بشكل جذري وسكنها الألم والأسى رغم مرور السنين وتكاثر الأحداث والخطوب.
ويقول "جان لوي تريب" إنه لم يسلك في الكتاب نهجًا تحليليًّا، وإنما تناول الأشياء كما تجيء إليه، من دون مبالغة ولا تحامل. ويضيف بأنه ليس هناك شخص مهيّأ للموت العنيف لأحد أقربائه، لا سيما إذا تعلّق الأمر بشاب في عمر الزهور.
ويضيف المؤلف أن هذه التجربة لا يمكن فهمها إلا من طرف من عاشها، ولذلك، فهو بحاجة إلى تقديم شهادته عنها وتشارك هذا الألم والكشف عن "الانفجارات على المدى الطويل التي سبّبتها هذه القنبلة المفاجئة".
وبطبيعة الحال، كان على "جان لوي تريب" أن يبدأ بفتح حقيبة الأرشيف العائلية القديمة التي ظلت عند والدته، ونثر الصور وتقارير الشرطة وقرار المحكمة. ولم يكن الأمر بالسهل بالنسبة للوالدة التي قبلت -رغم ألمها الكبير- مساعدته لاستكمال مشروعه.
وبحسب المؤلف، فإن العناصر المكونة للألم تشمل الغضب والشعور بالظلم والحنق ضد السائق الذي دهس الفتى واستنكار مرافعة محامي الدفاع في المحكمة.
ويوضح "جان لوي تريب" أن العائلة ركنت إلى النسيان أو التناسي بعد موت الابن وصارت إثارة المأساة من المحظورات، لكنه رأى أن "الكلام أفضل"، لهذا قرر إصدار هذا الكتاب لـ"مواجهة الصمت والعزلة والوحدة".
/العمانية/ النشرة الثقافية
طلال المعمري