الأخبار

قرية عابود وتفرّد التاريخ والطبيعة
قرية عابود وتفرّد التاريخ والطبيعة

القدس في 2 يونيو /العُمانية/ يقصد الزائرون أرض الزهور أو قرية عابود الفلسطينية التي تتمتز بتنوع التضاريس وينابيع المياة وأراضيها الجبلية المزروعة بأنواع مختلفة من الأشجار وخاصة الزيتون، وتقع على بعد 30 كيلومترًا شمال غرب رام الله على بداية السلاسل الجبلية المطلة على الساحل الفلسطيني، وترتفع 400م عن سطح البحر.

وقال الباحث في الآثار الفلسطينية ووكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطيني السابق حمدان طه لوكالة الأنباء العُمانية: إن عابود مرت بحقب زمنيه كثيرة بدءًا من العصر الحديدي وحتى العصر المملوكي، وتحتوي على عدد من المواقع التاريخية والأثرية المهمة، إذ يعود تاريخها المتمدن إلى الفترة اليونانية الروماينة والبيزنطية حتى الفترة الإسلامية المبكرة.

وأضاف: تشير الكهوف المبنية بشكل جملوني طولي على محيط القرية إلى (3 آلاف-5 آلاف) قبل الميلاد، أما المباني القديمة فغالبيتها تحت سطح الأرض، وبعضها يمتد عمره إلى آلاف السنين، ويدل الأسلوب المعماري للمباني على اختلاف الحقب التاريخية التي مرت على القرية.

وأشار إلى أن القرية أخذت اسمها الحالي من أقدم كنائس فلسطين وهي (كنيسة العابودية)، والتي بنتها القديسة هيلانة أم الإمبرطور قسطنطين في الثلث الأول من القرن الرابع الميلادي وافتتحتها عام 336م، وحسب مايؤكد عليه حجر التاريخ المكتوب باللغة الأرامية القديمة الموجود في الكنيسة فإن افتتاح الكنيسه كان في العام ذاته الذي افتتحت فيه كل من كنيسة القيامة وكنيسة المهد، وكانت تسمى (كنيسة العابودية) أو (كنيسة ستنا مريم)، ومن ثم سميت بكنيسة (رقاد العذراء).

وأكدت الحفريات الأثرية على وجود طابق أو كهف أرضي كبير تحت الكنيسة وأرضيات مرصوفة أو مبلطة لأجزاء مدمرة حول المبنى القائم من الكنيسة والتي أصبحت مقابر، إذ عثر على هياكل عظمية بشرية ضخمة أثناء الحفريات.

وتضم القرية آثارًا للعديد من الكنائس القديمة المدمرة في عابود، منها كنيسة مار عباديا وكنيسة الشعيرة وكنيسة المسية وكنيسة انسطاسية وكنيسة الكنييسة ودير سمعان ودير القديسة بربارة ودير سرور ودير الكوكب (خربة المعلم إبراهيم) وغيرها.

ويقول حمدان طه: إن عابود حظيت بمكانة كبيرة وذلك لوقوعها على الطريق المرصوفة –المبلطة بين القدس ودمشق، حيث كانت تسلكه العربات والمشاة، ويذكر تاريخ القرية أن السيد المسيح عليه السلام وتلاميذه قد مروا في هذا الطريق الذي مر به أيضًا العديد من الشخصيات السياسية والقيادية، من أهمها الإمبراطور قسطنطين وأمه القديسة هيلانة وكان يسمى بطريق باب الأسراب والتي سماها أهل القرية "باب الصربة".

ومن آثار قرية عابود أيضًا مكان يقع غرب القرية على بعد 2 كم يعرف باسم "المقاطع" وهي أماكن قلع الحجارة أو أماكن التحجير، وفي الفترة اليونانية الرومانية تحولت هذه الأماكن إلى قبور ومدافن حيث وجدت آثار تلك المدافن بعضها كان ذا جداريات ملونة امتازت بأداء فريد في حفر المقابر في الصخر.

وأضاف حمدان طه: يشير وجود آبار الزيت وأشجار التين والعنب واللوز والليمون والتفاح الشامي والخروب إلى أن اقتصاد عابود كان يقوم على الزراعة، إذ تضم أراضيها أشجارًا معمرة تعود لآلاف السنين وهو ما يفسره وجود العدد الكبير لمعاصر الزيت الحجرية القديمة في القرية، والبابور القديم.

/العُمانية/

أمل السعدية

أخبار ذات صلة ..