الخطاط أحمد المريخي: الخط العربي رأس تلك الفنون العربية والإسلامية
مسقط في 30 مايو /العمانية/ يرىالخطاط العماني أحمد بن طالب المريخي الذي أخذه الإبداع نحو عوالم الخط العربي، أن كل الثقافات والحضارات عبر التاريخ تركت حصيلة كبيرة من الفنون التي تُعبر عن هويتها، ويعد فن الخط العربي حسب تعبيره على رأس تلك الفنون العربية والإسلامية إلى جانب فنون الزخرفة والعمارة وغيرها، ويشير المريخي إلى أن ظهور التقنية والبرامج الحاسوبية له أثر كبير على الممارسة اليدوية لهذه الفنون، وأن دور الخطاط يأتي لتعزيز ثقافة الخط العربي ونشرها في الأجيال الحاضرة والقادمة.
وفي حديث خاص لوكالة الأنباء العمانية يسرد المريخي واقع تجربته مع الخط العربي، فهو يقدم من خلال أعماله التي عرضها مؤخرًا في القاعة الأمامية لفندق هرمز بمسقط، وتابعها الكثير من محبي الحروفيات في سلطنة عمان روح الفكرة المتأصلة في ذاته نحو جمال حروف لغة الضاد التي طالما انبثق جمالها من روح مفرداتها التي تأخذ المتأمل فيها إلى عوالم رحبة مع التدبر في تكوينها.
ويُشير المريخي إلى بدايته مع الخط العربي وخصوصية هذا الخط، حيث ورثها منذ صغره من عائلته من زمن أجداده حسب قوله.
وهنا يضيف المريخي: بدأت بتعلم أساسيات الخط العربي منذ كنت في عمر 15 سنة، ومع قلة الإمكانيات المتوفرة والوسائل التعليمية المطروحة حينها، إلا إنني تمكنت من التعرف على الخط العربي وأساسياته والتفريق بين أنواعه الرئيسية الستة وهم النسخ والرقعة والثلث والديواني والفارسي والكوفي وألممت ببعض قواعده الأساسية.
ويشير مع تزاحم تغيرات الحياة الشخصية ابتعدت عن الخط العربي قرابة العشرين عاما، لأعود له في عام 2020م بروح متلهفة للعطاء، فقمت على إثر ذلك بمراجعة القواعد الأساسية واقتناء الأدوات الاحترافية، كما سعيت لتكثيف المطالعة والتمارين، ومن ثم بدأت في تنفيذ عدد من الأعمال والمشاركة بها في محافل داخل سلطنة عمان وخارجها، كما قمت بنقل ما تعلمته للراغبين المبتدئين في هذا المجال وذلك عن طريق دروس ودورات حضورية أو عن بُعد.
ويؤكد المريخي: خلال مشواري المتواضع لاحظت عدم معرفة الكثيرين عن عالم الخط العربي والاعتماد تمامًا على البرامج الحاسوبية في صياغة عناوين الأعمال والشعارات الخاصة بالمؤتمرات والعلامات التجارية وغيرها، وفي الواقع هذا الأمر يؤثر على هوية المجتمع وصورة الثقافة العامة وحتى على الجمالية العامة.
ويقترب المريخي من عمله النوعي في مجال الخط العربي: لأسباب تتعلق بالعملية الحقيقية بماهية الخط العربي، فمن هنا جاءت فكرتي في تأسيس مركز "يسطرون" كأول مركز يختص بخدمات الخط العربي وهو مركز غير ربحي وأقوم من خلاله بنشر ثقافة الخط العربي كهدف أولي وأساسي، واخترت هذا الاسم (يسطرون) استنادًا إلى الآية القرآنية الكريمة في قوله تعالى: (ن والقلم وما يسطرون).
وكأول أنشطة هذا المركز نظمت قمت مؤخرًا بتنظيم معرض خاص في فندق جراند هرمز – مسقط، ويعتبر الأول من نوعه لعرض أعمالي الخاصة، وأجده دعما نوعيا يضاف إلى مسيرتي من إحدى مؤسسات القطاع الخاص، وحرصت خلال المعرض بتقديم رسالتي وهي: "نشر ثقافة الخط العربي بين الأجيال الحاضرة والقادمة، وتسخير التقنية والبرامج الحديثة في خدمة الخط العربي مع الحفاظ على الهوية الأصلية للخط العربي"، في تنفيذ هذه الرسالة بحيث يتم احترام الخط العربي دون التأثير على هيبته ومواكبة التطور والتقنية المستخدمة فيه بشكل يومي.
وضم المعرض 18 عملًا يدويًا كلاسيكيًا، و 8 أعمال يدوية الأصل وتم تطويرها باستخدام التقنية للتحكم بالألوان والأحجام والإخراج العام، ويضم المعرض ركنًا خاصًا لعرض الأدوات المستخدمة في تنفيذ اللوحات وركنًا آخر للدروس السريعة والكتابة الحية للزوار، ولاقى المعرض استجابة كبيرة من محبي هذا المجال، وأيضاً ساهم في تعريف الآخرين على فن الخط العربي إضافةً إلى أنه أدى الرسالة الأساسية كما سبق ذكرها.
ويختتم المريخي حديثه بأمنية الخطاط قائلا: أتمنى التمسك بالهوية العُمانية العربية الإسلامية وتعزيز كل ما هو يصب في هذا المجال ومن ذلك تعزيز الفنون الإسلامية ومنها الخط العربي، كما أتمنى من المؤسسات دعم الشباب العماني في مثل هذه المبادرات الشخصية في كل المجالات الثقافية والعلمية والفنية والرياضية وغيرها، وأن يجد هذا المجال حضوره الحقيقي في مصاف الفنون التشكيلية التي لطالما كان أكثر ألقًا بحضور الخطاط العماني في المحافل المحلية والدولية.
/العمانية/ خميس خاطر/ النشرة الثقافية