أنقرة في 11 مايو /العمانية/ تعد المقاهي في إسطنبول المرآة التي تعكس تغييرات المجتمع التركي، فضلًا عن تلاوينها الزاهية والباهتة على حد سواء تعبيرًا عن مزاجها العام.
وتمتد ثقافة المقاهي في إسطنبول إلى أكثر من 500 عام، منذ أن وطئت أقدام العثمانيين مدينة القسطنطينية. وفي السنوات الأخيرة، تحولت المقاهي في إسطنبول إلى واحة لعشاق القراءة والباحثين عن الهدوء، خصوصًا في المناطق المحيطة بالجامعات. وهي تمتاز بجمعها بين الملامح الحديثة والقديمة للمدينة العريقة.
ويقول "أورهان عثمان أوغلو"، صاحب مقهى في منطقة السليمانية بإسطنبول، في حديث لوكالة الأنباء العُمانية: إن المقاهي الثقافية انتشرت بشكل واسع في المدينة خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في المناطق القديمة، مشيرًا إلى أن الإقبال عليها من مختلف الأعمار.
وأضاف: "المقاهي الثقافية تقدم المشروبات الساخنة والباردة، ومعظمها يوفر بيئة مناسبة للمطالعة".
وبحسب الروايات، لم تكن المقاهي موجودة في السنوات الأولى التي تلت تأسيس الدول العثمانية، ثم أُنشئت المقاهي وتحولت بمرور الزمن إلى أماكن يتجمع فيها السكان لتداول الأحاديث عن أوضاع البلاد والشؤون السياسية، وكان الاهتمام بها يزداد في شهر رمضان، إذ يجتمع فيها الفنانون والرجال من الأعراق واللغات المختلفة لقضاء أوقات ممتعة ومناقشة موضوعات مختلفة وتبادل الآراء مع أصدقائهم، وحتى الشعراء اعتادوا على قراءة قصائدهم مع احتساء الشاي أو القهوة في المقهى.
ولم تعد المقاهي في إسطنبول تقتصر على تقديم الشاي والقهوة، بل أصبحت محطة للاحتفاء بالحياة وتمتين النسيج الاجتماعي لدى الشعب التركي.
/العمانية/
طلال المعمري