بغداد، في 7 مارس/ العمانية / تتناول الناقدة د.نادية هناوي في كتابها "السونيت في شعر حسب الشيخ جعفر" تجربة الشاعر حسب الشيخ جعفر في كتابة السونيت الشكسبيري والطريقة التي بها لاحت تباشير هذا التجريب مع أولى نصوصه، وإفادته مما في فن السونيت من سمات استثمرها في ابتداع الصور وتوجيه ما لديه من طاقات شعرية.
تقول المؤلفة في مقدمة الكتاب الذي صدر مؤخرا عن دار أبجد للترجمة والنشر والتوزيع: "على هديّ السونيت الشكسبيري حلّق الطائر الغريد، متمكنا من الشعر بكل لواعج أوزانه ومسارات سرده، وكانت المحصلة شاعرا باركته السيدة السومرية، وصائدا أعانته الرحلة الموسكوفية على اقتفاء آثار رؤى ومبان من التجريب الشعري كان الغالب عليها النزوع الشعري الدراماتيكي، ثم بدا النزوع السردي الواقعي يهيمن عليها، وأخيرا صار السرد الشخصي كيوميات ومذكرات وسير هو المبتغى، وفيها كان الشاعر قد رأى نفسه كاتباً آخر".
ومما أكدته هناوي في كتابها أن ظاهرة "التدوير" التي كانت بارزة في دواوين الشاعر الأربعة (1964-1975)، لم تحل دون أن يجرب حسب الشيخ جعفر ما هو جديد في كتابة قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر من جهة أو كتابة أجناس سردية سواهما من جهة أخرى. ومما أثارته في كتابها سؤالها: هل انتهت مع ديوان "كران البور" جذوة التجريب عند حسب الشيخ جعفر وفترت همته في مجاراة سونيتات شكسبير المئة والأربعة والخمسين؟
يقع الكتاب في مئتي صفحة ويضم خمسة فصول، اهتم أولها بدراسة تجليات فن السونيت الشكسبيري كمرجع أساس من مرجعيات الشاعر منذ بواكير قصائده. وتتبع الفصل الثاني تجريب كتابة السونيت في قصيدة "المرفأ المقفر" المنشورة في ستينيات القرن الماضي وتأثيرات هذا التجريب في شعر حسب الشيخ جعفر. وناقشت المؤلفة في الفصل الثالث أشكال تغلغل السونيت في القصيدة الحسبية من ناحية: تغلغل الإيقاعي بالسردي، وتغلغل الدرامي بالأسطوري، وتغلغل التكرار بالصوت والصورة. بينما ناقشت في الفصل الرابع عينة نقدية تتعلق بالتدوير في القصيدة الحسبية عموما وقصيدة "قارة سابعة" تحديدا. وجاء الفصل الخامس خاصا بدراسة ديوان "كران البور" من ناحية جماليات السونيت ومؤخذاته.
وتضمن كل فصل مباحث بتفصيلات وتنويعات وتحليلات وتمثيلات تضيء الطريق لأبرز التجارب الشعرية العربية المعاصرة قاطبة. ومما جاء في كلمة الغلاف: "من الشعراء الذين استمدوا من الرواد تجريبهم الشاعر حسب الشيخ جعفر الطائر الغريد الذي حطَّ على نخلة الشعر فوجد السيدة السومرية ربة جمال تغدق على محبها الإبداع بحنو مفتون وبليغ، حتى إذا منحته مباركتها وأعطته من جذوتها، رأى في مرآة الوجود ذاتَه تخترق أمداء ما وصل إليه شعراء قصيدة التفعيلة من تجريب يضيف جديداً. وقد بدأت تباشير هذا الجديد تلوح في الأفق مع أولى كتابات حسب الشيخ جعفر التي فيها جرَّب نظم القصيدة على نمط السونيت الشكسبيري من الناحيتين: الوزنية من خلال اللعب على التفعيلات، والدلالية من خلال اختصار الألفاظ وابتسار الصور وتكثيفها".
/العمانية / النشرة الثقافية /طلال المعمري