كانبيرا في 15 يونيو /العُمانية/ دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ اليوم إلى "وضع الخلافات جانبًا" مع أستراليا في مستهل زيارة تستمر أربعة أيام تركز على تحسين الفرص الاقتصادية رغم التنافس الجيوسياسي بين البلدين.
ووصل لي، وهو ثاني أقوى رجل في الصين بعد الرئيس شي جينبينغ، إلى أديليد في بداية مهمته الدبلوماسية عبر القارة الغنية بالموارد.
وتحسنت العلاقات الاقتصادية بين البلدين منذ أن تولت حكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي السلطة في عام 2022 واعتمدت نهجًا دبلوماسيًّا أكثر ليونة تجاه بكين.
وأزالت الصين تدريجيًّا العقوبات التجارية الصارمة على صادرات الأخشاب والشعير ولحوم البقر وغيرها التي فرضتها في عام 2020 خلال خلاف دبلوماسي مع الحكومة المحافظة السابقة.
وكلفت هذه الإجراءات المصدرين الأستراليين ما يقدر بنحو 20 مليار دولار أسترالي (13 مليار دولار) سنويًّا.
وقال لي تشيانغ في بيان لدى وصوله "لقد أثبت التاريخ أن الاحترام المتبادل والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة مع وضع الخلافات جانبا والتعاون متبادل المنفعة هي تجربة قيمة في تنمية العلاقات الصينية الأسترالية، ويجب المضي بها قُدما".
وأضاف أن "الشراكة الاستراتيجية الشاملة الأكثر نضجا واستقرارًا وإنتاجية ستكون كنزًا مشتركًا يحظى به شعبا البلدين".
ووصل لي إلى أستراليا قادمًا من نيوزيلندا حيث أجرى زيارة مماثلة تركزت على التجارة وهو أعلى مسؤول صيني يزور أستراليا منذ عام 2017.
وقال مدير برنامج السياسة الخارجية في معهد لوي للأبحاث ومقره سيدني، راين نيلام إن زيارة رئيس الوزراء الصيني تعكس تحسن العلاقات... وأصبحت أكثر تركيزا على الفرص الاقتصادية بينهما مقارنة بالماضي الذي طغت عليه الخلافات السياسية والأمنية". وأضاف "لكن في الوقت نفسه، لم تتلاش هذه الخلافات.. ولكنها ستُناقش على الأرجح خلف أبواب مغلقة".
جدير بالذكر أن أستراليا عزّزت تحالفها الدفاعي مع الولايات المتحدة في إطار سعيها لصدّ توسع النفوذ الدبلوماسي والعسكري لبكين على دول جزرية في منطقة المحيط الهادئ.
وتعتبِر الصين اتفاقية أوكوس الأمنية بين واشنطن ولندن وكانبيرا، والتي من شأنها تزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية لكنها مسلحة تقليديًّا، خطوة مثيرة للانقسام وتزيد من مخاطر الانتشار النووي.
/العُمانية/
هيثم الربيعي