الأخبار

جيشُ الاحتلال الإسرائيلي يكثف عمليّاته العدوانية على غزة
جيشُ الاحتلال الإسرائيلي يكثف عمليّاته العدوانية على غزة

غزة في 13 مايو /العُمانية/ تعرض قطاع غزة اليوم لضربات طيران مكثفة من العدوان الإسرائيلي، فيما تستعد حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإحياء الذكرى السادسة والسبعين لإقامتها، في سنة تطغى عليها حرب متواصلة مع المقاومة الفلسطينية، أحيت لدى العديد من الفلسطينيين ذكرى مرارة نكبة 1948.

وبعد منتصف ليلة أمس، أغار الطيران الإسرائيلي المحتل في مناطق مختلفة من القطاع حيث تؤكد الأمم المتحدة أنه لم يعد ثمة مكان "آمن" للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، والمهددين بالمجاعة بعد سبعة أشهر على حرب بلا هوادة، وتضييق إسرائيلي على إدخال المساعدات الإنسانية، وفق المنظمات الدولية.

واستهدفت الغارات الجوية مدينة رفح (جنوب) في أقصى جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر، والتي يصل عدد سكانها حاليا الى 1,4 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، معظمهم نزحوا بسبب القصف والقتال في أنحاء أخرى من غزة.

واقتحمت الدبابات الإسرائيلية بعض أنحاء المدينة وسيطرت على المعبر الحدودي مع مصر اعتبارا من الثلاثاء الماضي، متجاهلة تحذيرات المجتمع الدولي حيال مصير المدنيين.

في غضون ذلك، يواصل مئات الآلاف من الفلسطينيين الفرار من مناطق رفح بشتى الوسائل المتوافرة: سيراً أو بمركبات وعلى متن دراجات أو عربات تجرّها الدواب، في محاولة لإيجاد ملجأ في أماكن أخرى من القطاع الذي استحالت معظم مناطقه ركاماً جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع.

وأعلنت المقاومة الفلسطينية، أنها استهدفت "جنود وآليات العدو" قرب معبر رفح.

وتزامن تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مع تعثر الجولة الأخيرة من المباحثات بوساطة واشنطن والدوحة والقاهرة، والهادفة إلى إرساء هدنة في القطاع تشمل إطلاق رهائن إسرائيليين لقاء الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجون إسرائيل.

وكانت المقاومة الفلسطينية أعلنت أنها وافقت على مقترح من الوسطاء بشأن الهدنة، لكن إسرائيل رأت أنه "بعيد كل البعد عن مطالبها".

واعتبرت المقاومة الفلسطينية أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي رهن بها وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن تشكّل "تراجعا" عن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات، متهّمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ"الانقلاب" على مسار المباحثات.

وأكدت المقاومة الفلسطينية على أنها "أبدت في كل مراحل مباحثات وقف العدوان المرونة اللازمة للمضي باتجاه إنجاز اتفاق".

وجدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعوته إلى وقف النار وإطلاق سراح الرهائن في مؤتمر في الكويت تعهد خلاله المانحون تقديم أكثر من ملياري دولار على مدى عامين لمساعدة القطاع المدمّر.

وقالت مصر التي حذّرت مرارا من الهجوم الإسرائيلي على رفح، إنها تعتزم الانضمام إلى جنوب إفريقيا في الدعوى أمام محكمة العدل الدولية للنظر في ارتكاب إسرائيل جرائم "إبادة" في قطاع غزة، "في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين".

ورأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن أي تهجير جديد لسكان غزة إلى "خارج فلسطين يعني نكبة جديدة"، محذّرا من أن الهجوم على رفح سيكون "أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني".

من جهة أخرى، قال وزير التجارة وترقية الصادرات الجزائري الطيب زيتوني، اليوم، إن ما يواجهه الشعب الفلسطيني يُعد أشرس عدوان عرفته الإنسانية أمام محاولات لتصفية القضية الفلسطينية بكافة الوسائل والسبل.

جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التحضيري لأعمال القمة العربية العادية الـ33 التي ستستضيفها مملكة البحرين يوم 16 مايو الجاري.

وأشار زيتوني إلى أن عقد اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي يأتي في ظروف عصيبة، خاصة جراء ما يحدث في فلسطين من جرائم إبادة.

وأكد زيتوني على ضرورة العمل ككتلة واحدة وعلى مختلف هياكل ومنظمات العمل العربي المشترك للحرص على تطبيق القرارات المنبثقة عن القمة العربية، خصوصًا تلك التي تعزز الدعم العربي اللامشروط لصمود الشعبي الفلسطيني.

كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصري السفير أحمد أبو زيد إن استمرار إسرائيل في الاعتداء على الفلسطينيين جعل مصر تتدخل وتدعم الدعوى التي تقدمت بها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية اتصالًا باتفاقية منع الإبادة الجماعية.

وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن اتفاقية منع الإبادة الجماعية تحدّد بوضوح الأعمال التي تندرج تحت الإبادة الجماعية والتي تقترف إسرائيل الكثير منها، سواء كان الحصار أو التجويع أو القتل المتعمد.

ووضح أن إسرائيل بكونها دولة احتلال، فعليها مسؤوليات قانونية متمثلة في عدم تهجير المواطنين خارج مناطق سكنهم أو خارج الأرض محل الاحتلال، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين يقعون تحت هذا الاحتلال، وعدم تدمير المنازل والبنية الأساسية.

وشدد على موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي أعرب عن رفضه لتهجير الفلسطينيين باعتباره مخالفًا للقانون الدولي والتزامات إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.

وذكر البيت الأبيض في بيان أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أثار خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنجبي "مخاوف (الرئيس جو بايدن) القائمة منذ فترة طويلة" إزاء شن هجوم إسرائيلي كبير على رفح.

وبثت شبكتا (إن.بي.سي) و(سي.بي.إس نيوز) مقابلات مع بلينكن ركزت على قرار بايدن تعليق شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب مخاوف من وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في رفح، إلى جانب التركيز على تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية يفيد بأن استخدام إسرائيل للأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة ربما يكون قد انتهك القانون الدولي.

ويلوذ بمدينة رفح نحو 1.4 مليون فلسطيني، معظمهم نزحوا من أماكن أخرى في غزة بسبب القتال والقصف الإسرائيلي الذي دمر القطاع الساحلي.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على القطاع قبل نحو سبعة أشهر تجاوز 35 ألف شخص على الأقل.

في هذا السياق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس عن فتح معبر جديد هو "معبر إيريز الغربي" مع شمال قطاع غزة للسماح بدخول المساعدات.

وفي الكويت، تعهّدت جهات مانحة الأحد تقديم أكثر من ملياري دولار لدعم قطاع غزة.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي نظمته الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن المبلغ وهو ملياران و696 ألفاً و314 دولاراً "يتم تنفيذه خلال العامين 2024، 2025، وستعمل المبادرة خلال العامين القادمين -كمرحلة أولى قابلة للتمديد- على حشد الجهود لدعم التدخلات الإنسانية المنقذة للحياة في قطاع غزة".

من جهة أخرى، حذر برنامج الأغذية العالمي من اضطرار العائلات الفلسطينية في قطاع غزة إلى النزوح مجدّدا بحثا عن المأوى والغذاء والمياه.

وأكد البرنامج الأممي، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي /إكس/، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأنه يجب استمرار الوصول إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، معتبرا أن الهجوم الشامل على مدينة رفح بمثابة "كارثة إنسانية".

يأتي ذلك بالتزامن مع إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمعابر الرئيسة المؤدية إلى قطاع غزة، والهجمات البرية والجوية، التي تشنها في جميع محافظات القطاع بعد مطالبتها بتهجير أهالي مناطق واسعة في شمال غزة ووسط رفح وتوغل قواتها في جنوب مدينة غزة وشرق خان يونس، إضافة إلى تنفيذه سلسلة غارات عنيفة أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى بمناطق متفرقة من القطاع.

ويتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة بحرًا وبرًّا وجوًّا منذ السابع من أكتوبر الماضي، متسببًا بكارثة إنسانية مكتملة الأركان يجسدها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، والدمار الهائل في البنى الأساسية والمرافق الحيوية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 500 من الطواقم الطبية جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 219 يومًًا.

وأضافت الوزارة في بيان اليوم، أن 138 ممرضًا استشهدوا أيضا جراء قصف الاحتلال، مطالبة المجتمع الدولي بـ"حماية الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية في غزة".

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 35 ألفًا و 34 شهيدًا، وإصابة 78 ألفًا و 755 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمات أممية.

/العُمانية/

عبدالناصر العبري