عواصم في 28 يناير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بقضية تغير المناخ وجهود قارة أفريقيا للنجاة من هذه الأزمة بالإضافة لأهمية الحفاظ على الكرامة وسط الصراع في غزة.
فصحيفة "اكسبرس تريبيون" الباكستانية نشرت مقالًا بعنوان: "2023: الأكثر حرارة منذ 174 عامًا" بقلم الكاتب "عمران جان" أكد فيه على أن جميع المتورطين في قضية تغير المناخ مازالوا يواصلون أعمالهم التي أدت لهذه المشكلة.
وقال الكاتب في بداية مقاله: "ما سبق ليس رأيا، إنها حقيقة صعبة. وإليكم حقيقة قاسية أخرى: ربما يحطم العام القادم الرقم القياسي المسجل في ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، وسوف يستمر الأمر حتى تفعل البشرية شيئاً حيال وقف استخدام الوقود الأحفوري، وإلا سنهلك جميعاً على هذا الكوكب المشتعل".
وأضاف: "لقد أدت الحرب الإسرائيلية في غزة إلى مقتل العديد من الأبرياء، بما في ذلك الأطفال. ولكن هناك جانب إجرامي آخر لهذه الحرب الوحشية: فقد تباطأت المناقشة حول تغير المناخ، وأصبحت أي تعهدات قدمتها الدول الأكثر تلويثا خارج المناقشة السائدة".
وأكد الكاتب على أن جميع الجناة الأساسيين في ظاهرة تغير المناخ قد واصلوا أعمالهم كالمعتاد، مما أدى إلى إضافة المزيد من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي.
ويرى الكاتب أن أحد هؤلاء الجناة هم الرئيس الأمريكي الحالي الذي جعل مكافحة تغير المناخ إحدى رسائل حملته الانتخابية المركزية. ويعتقد بأن الكثير من وعوده الأخرى أيضا ستذهب هباءً مثل هذا الوعد.
وأشار الكاتب إلى أن هناك مشروعا تدرسه الولايات المتحدة بجدية ويسمى CP2. وتقضي الخطة بإرسال كميات هائلة من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا لاستهلاكها.، حيث تمتلك الولايات المتحدة مخزونًا كبيرًا من هذا الغاز الطبيعي.
ووضح أن مؤيدي المشروع يروجون للفوائد المالية التي تعود على الولايات المتحدة، فضلا عن منح أمريكا المزيد من النفوذ على أوروبا بعد تزويدها بهذا الغاز وهذا من شأنه أن يساعد في تقليل الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي أو إنهائه تماما. ويقول المؤيدون أيضًا إن الغاز الطبيعي يرسل كمية أقل من انبعاثات الكربون إلى الغلاف الجوي.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن هذه حجة دعائية نموذجية، لأنه في حين ينبغي لها أن تطلق انبعاثات كربون أقل، فإنها سترسل المزيد من غاز الميثان إلى الغلاف الجوي.
وذكر الكاتب أن الميثان هو من الغازات الدفيئة الأقوى من ثاني أكسيد الكربون، ويبقى في الغلاف الجوي لمدة 3 عقود تقريبًا، على عكس ثاني أكسيد الكربون، الذي يبقى لفترة أطول بكثير. ومع ذلك، فإن الميثان يسبب حوالي ضعف الضرر الذي يحدثه ثاني أكسيد الكربون في نفس الفترة الزمنية. وبعد حوالي 3 عقود، سيكون الضرر على نطاق لا يهم إذا غادر الغلاف الجوي بحلول ذلك الوقت.
وفي سياق متصل، طرحت الكاتبة "آشاي أبهي" تساؤلًا في مقالها الذي نشرته صحيفة "ستاندرد" الكينية مفاده: ما الذي يجب على قارة أفريقيا فعله الآن للنجاة من أزمة تغير المناخ؟
بينت الكاتبة في بداية مقالها أن القارة تحولت من كونها مهد الحضارة إلى ساحة للتحضر، مشيرةً إلى أن الجهود التي بُذلت للارتقاء بأفريقيا وشعبها لم تنجح في توفير العدالة المنصفة.
وترى أن الوعود التي قُدمت لإنقاذ أفريقيا من تغير المناخ لم تحظ إلا بالقليل من الضوء حتى الآن، حيث إن أفريقيا تسهم بنسبة 2 إلى 3 بالمائة فقط من الانبعاثات العالمية، ومع ذلك فهي واحدة من أكثر المناطق عرضة للمناخ.
وقالت الكاتبة: "رغم أن أفريقيا قادرة على الاضطلاع بدور محوري في المعركة العالمية ضد تغير المناخ، فلا ينبغي لها أن تأتي على حساب تنميتها الاقتصادية.
وأشارت إلى أنه في عام 2009، تعهدت البلدان المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2020 لمساعدة البلدان النامية على مكافحة عواقب تغير المناخ. ومع ذلك، فقد فشلوا في الوفاء بوعدهم، حيث عجزوا عن الوفاء بحوالي 17 مليار دولار أمريكي.
ولذلك، ترى الكاتبة أن أي إجراء يجب أن يكون مصحوبًا بتدابير للمساءلة وإطار للرصد. ويجب أن يتحمل أصحاب المصلحة المسؤولية عن الأضرار الناجمة عن عدم وفائهم بالتزاماتهم.
وأكدت على أن تمويل المناخ يتجاوز مجالات المال، فهو حاجة إنسانية لأفريقيا، التي تسهم بأقل قدر ممكن ولكنها الأكثر عرضة لأزمة المناخ.
ووضحت أن أسبوع المناخ الأفريقي قد أثبت قوته في جمع مصدر ومصرف رأس المال المناخي على الطاولة نفسها، لذا يتعين على الزعماء الأفارقة الآن أن يظهروا القوة لضمان الوفاء بالوعود التي قطعوها.
وشددت في ختام مقالها على ضرورة أن يجد كل دولار لتمويل المناخ يتدفق إلى القارة طريقه إلى التدابير المستدامة للتخفيف والتكيف. وحينها فقط تستطيع أفريقيا أن تمنح نفسها فرصة قوية للنجاة من العواقب الكارثية المحتملة.
من جانبها، ترى الكاتبة "إنيزاهورا عبدالعزيز" أن الحفاظ على الكرامة هو الطريق الصحيح للمضي قدمًا نحو السلام وسط الصراع في غزة.
ووضحت في مقالها الذي نشرته صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية أنه غالبًا ما تعرض الحرب الكرامة الإنسانية للخطر لأنها يمكن أن تؤدي إلى معاناة واسعة النطاق وخسائر في الأرواح وتشريد وتقويض الحقوق الأساسية.
وأكدت الكاتبة، وهي أستاذة في مركز دراسات الشريعة والقانون والسياسة بمعهد التفاهم الإسلامي في ماليزيا، على أن الجهود المبذولة لتقليل التأثير على المدنيين، ودعم القانون الإنساني الدولي وتعزيز الحلول السلمية، أمر بالغ الأهمية في الحفاظ على الكرامة الإنسانية وسط تحديات النزاع.
وبينت أن الحرب التي نشهدها اليوم والتي تسفر عن مقتل الآلاف من الأرواح - معظمهم من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء في غزة - هي أمثلة حية لكيفية انتهاك الكرامة الإنسانية وتدميرها.
وأشارت الكاتبة إلى أن الدعوات لوقف إطلاق النار قد لقيت آذاناً صمّاء وكأن حياة الأبرياء وكرامتهم كبشر لا تعني شيئاً للمعتدين.
وترى أن الجهود المكثفة لدعم الكرامة الإنسانية من أجل السلام أصبحت أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى.
وقالت في هذا السياق: "يركز مفهوم الكرامة الإنسانية على أهمية الاعتراف بأن البشر يملكون قيمة خاصة متأصلة في إنسانيتهم. الكرامة الإنسانية هي القيمة المتأصلة والمتساوية لكل فرد بغض النظر عن خلفيته أو قدراته أو ظروفه.
وهو يشمل فكرة أن جميع البشر لهم الحق في التمتع بالحقوق الأساسية وينبغي معاملتهم باحترام وإنصاف ورحمة. إن الحفاظ على كرامة الإنسان هو حجر الزاوية في الاعتبار الأخلاقي والمعنوي في مختلف جوانب الحياة بما في ذلك القانون والسياسة والتفاعلات الاجتماعية".
وأضافت: "بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد أي دين يعلم أتباعه أو يشجعهم على التسبب في إهانة الآخرين أو تجريدهم من إنسانيتهم أو تدميرهم. لذلك، فإن الفهم الصحيح للتعاليم الدينية واحتضان القيم الأخلاقية للدين يجب أن يكون جدول الأعمال الرئيس لأتباع الدين الذين يحبون السلام".
ولفتت إلى أنه في الإسلام، تم التأكيد على الحفاظ على كرامة الإنسان كمبدأ أساسي. وتتجسد كرامة الإنسان في المصدرين المركزيين القرآن الكريم وتعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
ومن وجهة نظر الكاتبة فإن الكرامة الإنسانية هي مبدأ أساسي يعزز تصور المرء لنفسه باعتباره مخلوقًا ثمينًا. وإن جوهر الكرامة الإنسانية في الإسلام هو مبادئ الإحسان والرحمة والعدل والوسطية.
وترى أنه لا يمكن لأي مجتمع أن يتحرك إلى الأمام كمجتمع واحد إذا غابت عناصر السلام والوئام. وبالنسبة للبلدان التي تهدف إلى أن تصبح عظيمة وناجحة، فمن الضروري أن تسير على طريق السلام.
وقالت في ختام المقال أنه لا يمكن تحقيق السلام إلا عندما نتعلم احترام حقوق الآخرين وقبول الاختلافات وتقدير القيمة الذاتية للآخرين. إن تعزيز السلام والوئام من خلال الحفاظ على الكرامة الإنسانية هو الخطوة الحاسمة الأولى نحو التعايش السلمي والوحدة في عالم اليوم.
/ العُمانية/
أحمد صوبان