مسقط في 27 يناير /العُمانية/ نجح فريقٌ طبيٌّ متخصّصٌ بقسم العيون في مستشفى النهضة في إجراء أول عملية زراعة جُزئية أمامية للقرنية لمريضة تبلغ من العمر 28 عاما لديها قرنية مخروطية استغرقت ساعتين ونصف الساعة.ووضّح الدكتور هيثم بن هلال المحروقي اختصاصي أول زراعات قرنية والنزول الأبيض وتصحيح النظر بمستشفى النهضة لوكالة الأنباء العُمانية أنّ زراعة القرنية قد تكون كُليّة أو جزئية، إلا أنّ الزراعات الجزئية لها عدة مزايا منها وجود مضاعفات أقل وفترة التشافي بعد العملية تكون أسرع.
وبيّن أنّ نتيجة رفض الجسم للقرنية المزروعة تكون أقل وفترة حياة القرنية تكون أطول وهناك توجه عالميٌّ حاليًّا لإجراء هذا النوع من العمليات للمزايا الكبيرة المتحققة مشيرًا إلى أنّه ليس كل الحالات يمكن أنّ تُجرى لها عملية زراعة جزئية بل بعضها يستدعي إجراء زراعة قرنية كاملة.
وأكّد على أنّ إجراء هذا النوع من العمليات في سلطنة عُمان يعكس كفاءة الكوادر العُمانية وهي كوادر وطنية ومؤهّلة للقيام بإجراء مثل هذا النوع من العمليات والتأكد من جودة الرعاية الصحية المقدّمة للمرضى مشيرًا إلى أنه مع إعادة تشغيل عمليات زراعة القرنية قبل 3 أشهر تمّت زراعة 25 قرنية، وكانت عملية الزراعة التي تُجرى سابقًا عمليات زراعة قرنية كاملة.
وأشار إلى أنّ الحالات التي تستدعي إجراء عمليات زراعة القرنية الجزئية تتمثّل في وجود مرض في جزء من أجزاء القرنية مثل الندبات في القرنية أو القرنية المخروطية أو وجود بعض الأمراض الوراثية لافتًا إلى أنّ رفض الجسم لزراعة القرنية الجزئية تكون بنسبة أقل تصل إلى 5 بالمائة مقارنة بالزراعة الكلية التي قد تصل بين 15 و20 بالمائة كما أنّ الرفض يعود إلى أسباب أخرى منها تقبل الجسم والمتابعات المستمرة مع الطبيب المختصّ واستخدام الدواء بالطريقة السليمة.
ويسعى البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء لتوطين خدمة زراعة القرنية في سلطنة عُمان من خلال وجود بنك للعيون يعمل على تجميع وحفظ القرنيات من المتبرعين داخل سلطنة عُمان خلال السنوات الخمس القادمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقديم هذه الخدمة في كل محافظات سلطنة عُمان وألا تقتصر على محافظة مسقط.
وأسهمت إعادة تشغيل عمليات زراعة القرنية بمستشفى النهضة في تحقيق العديد من الإيجابيات منها توطين الخدمة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من أنسجة القرنية مع وجود كوادر وطنية ومؤهلة للقيام بإجراء مثل هذا النوع من العمليات والتأكد من جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، والتقليل من ابتعاث الحالات للعلاج في الخارج في هذا الجانب، بالإضافة إلى توفير الوقت والجهد والمال.
/العُمانية/
ياسر البلوشي