الأخبار

المؤتمر الدولي الثاني "قضايا المجتمع المعاصرة في ميزان الشرع" يختتمُ أعماله بعددٍ من التوصيات
المؤتمر الدولي الثاني

مسقط في 28 فبراير /العُمانية/ أوصى المؤتمر الدولي الثاني /قضايا المجتمع المعاصرة في ميزان الشرع: مقارباتٌ وحلولٌ/ في ختام أعماله اليوم بدراسة القضايا الفقهية المعاصرة بما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية ويتلاءمُ مع طبيعة المجتمعات العربية والإسلامية، ومراعاة التجديد في البحث الفقهي في الكليات والمعاهد الشرعية، تنبع موضوعاته من الواقع، وتعبر عن مشكلاته، وتقدم الحلول المناسبة له.

كما أوصى المؤتمر الذي نظمته كلية العلوم الشرعية بتعميق الوعي برسالة الإصلاح كما جاءت في القرآن الكريم، وتبني المنهج القرآني في الإصلاح، وتوظيف آلياته في مجال التعليم والتربية، والتوجيه والإرشاد والتركيز على دراسة القيم وعلاج الانحرافات الأخلاقية بالاستفادة من المنهج القرآني.

ودعا المؤتمر إلى تضمين موضوعات مقاصد الشريعة الإسلامية، خاصة مقاصد الإيمان والأخلاق، في مناهج تعليم ما قبل الجامعة وربطها بالواقع المعاش وتفعيل استخدام التطبيقات الذكية في خدمة العلوم الشرعية والدنيوية المختلفة، وتطوير نظم المعلومات في مجال مكافحة الجريمة المعلوماتية.

وأكّد على أهمية نشر الوعي تجاه فوائد ومضار الهواتف الذكية، والتحذير من الجرائم المعلوماتية التي تنفذ من خلاله، والعمل على استصناع تطبيقات للتواصل الاجتماعي تراعى فيها الضوابط الشرعية، وخصوصيات المجتمعات العربية والإسلامية.

وأوصى المؤتمر بتشديد العقوبة على ممارسة جريمة غسل الأموال، وتجريم الأنشطة المحرمة التي تُمثل مصدرًا من مصادر الجريمة وتوسع المصارف الإسلامية في عمليات التمويل العقاري للأفراد والمؤسسات من خلال استحداث صيغ تمويلية جديدة، تُلبي حاجات المجتمع المختلفة وتسهم في تحقيق التنمية، والاستفادة من عقود الفيديك بتطبيقها في مشروعات البناء والتشييد.

ودعا إلى رصد أسباب ظاهرة الغلو، وتقديم الحلول لها ومعالجتها بالشراكة بين المؤسسات الشرعية والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام المختلفة من خلال نشر قيم الوسطية والعيش المشترك، والإعلان عن مشروعات ومبادرات في سبيل ذلك.

ومن بين التوصيات اعتماد مناهج تربوية حول التثقيف الديني الرقمي؛ لتمكين الشباب من أدوات تربوية وعلمية تتيح لهم التعامل مع الفضاء الرقمي بوعي ويقظة، وزيادة جهود المؤسسات الدعوية والتربوية والإعلامية في أداء رسالتها بغرس الوازع الديني وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوس الناشئة، وزيادة جرعات الثقافة الإسلامية وتفعيل الرقابة الذاتية.

كما أوصى بتوظيف وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي في تحصين الشباب المسلم ومعالجة الشبهات المتعلقة بالإلحاد وقضايا الإيمان، وتفعيل مقاصد البناء المعرفي الثمانية في إعداد المناهج التربوية والبرامج التعليمية من أجل تحقيق الغاية العليا من الخلق وحفظ توازن شخصية الفرد وتكاملها.

وأكّد المؤتمر على أهمية تعميق الدراسات الميدانية في مجال إصلاح ذات البين بين الأفراد والمجموعات، والاستفادة من التجارب الناجحة في وحدة الصف والسلام المجتمعي، والتركيز على تعليم اللغة العربية للناشئة، وتدريس مقررات تُعنى بالحوسبة اللغوية، ووضـع سياسات وتفعيل قوانين لحماية اللغة العربية، وربط الهُوية الوطنية باللغة العربية في البلاد العربية.

كما أكّد على تكثيف الجهود من أجل التأسيس، نظريًّا وميدانيًّا، لحداثة محمودة مأمونة العواقب وموصولةٍ بالهوية والتراث والتاريخ، وتوفير البيئة الداعمة لتنمية قيم المواطنة والانتماء في المجتمع والمنظومات التعليمية.

ودعا إلى عمل وثيقة لأخلاقيات البحث العلمي، تصدر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتعميمها على الجامعات والكليات والمؤسسات التي تُعنى بالبحث العلمي؛ لتكون مرجعية علمية وقانونية في وضع اللوائح التعليمية الخاصة بالبحث العلمي.

وأوصى المؤتمر بإنشاء مركز لدراسة الواقع واستشراف المستقبل تابع لكلية العلوم الشرعية، يُعنى بدراسة واقع المجتمع الديني وما يُحيط به وآليات توفير مصالحه وسبل علاج أمراضه.

وتضمنت أعمال اليوم الختامي إقامة 6 جلسات متزامنة، قُدِّمت خلالها 29 ورقة عمل، تناولت عدة موضوعات منها وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الفتوى، والانحرافات الأخلاقية وسبل علاجها في القرآن الكريم، وأثر الألعاب الإلكترونية في عقيدة الطفل وصحته.

وتطرّقت أوراق العمل إلى موضوعات منها منهج الإسلام في مواجهة الأوبئة والجوائح، وعوامل الفجوة بين جيل الصحابة والشباب المعاصر وعلاجها، ودور المصارف الإسلامية في تحقيق التنمية المستدامة من منظور إسلامي.

وناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام عددًا من المحاور الرئيسة، هي: القضايا الفكرية المعاصرة، وقضايا الأمن والتنمية، والقضايا الاجتماعية والأخلاقية والصحية والبيئية، وإشكالات الإعلام والاتصال، إضافة إلى القضايا الاقتصادية ومستجداتها.

وهدف المؤتمر إلى إظهار قدرة الشريعة الإسلامية على تقديم الحلول الملائمة للقضايا المتجددة، وتوظيف العلوم الإسلامية في معالجة قضايا المجتمع المستجدة، ورصد الجهود المبذولة لمراجعتها ومعالجتها، وإبراز دور العلوم الإسلامية في تعزيز الأمن الفكري والسلم المجتمعي، والرخاء الاقتصادي، وأثر ذلك في سلامة المجتمعات من الغلو والتطرُّف، والحفاظ على الهُوية الإسلامية، ونشر قيم الحق والسماحة والوئام.

وسعى المؤتمر لإخراج البحوث الشرعية من التنظير إلى التطبيق العملي، وتوطيد جسور التواصل بين الجامعات والمجتمع بمشكلاته وقضاياه واهتماماته، إضافة إلى إتاحة الفرصة لتبادل الآراء، في مختلف القضايا والحوادث والنوازل المعاصرة للخروج بنتائج عمليّة تنفع المسلمين، وتعينُهم على كسب التحديات.

وجاء تنظيم كلية العلوم الشرعية للمؤتمر في إطار المسؤولية العلميّة والحضاريّة، وأن تكون المؤسسات البحثية والكفاءات الأكاديمية في مقدمة المهتمين والمتطلعين إلى المستقبل، ودراسة ظواهر العصر الحديث وقضاياه، والسعي لفهمها، والوقوف على طبيعتها، واستكشاف آثارها وانعكاساتها على حياة الناس.

/ العُمانية /

ياسر البلوشي