مسقط في ٢٣ فبراير /العُمانية/ أكّد سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية على أنّ سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية تتمتعان بعلاقات مميزة في الجانب السياسي وتسعيان من خلال الحوار الاستراتيجي إلى إعطاء الجانب الاقتصادي أهمية أكبر.
وأوضح سعادته خلال مؤتمر صحفي عُقد بمسقط اليوم على هامش الحوار الاستراتيجي الأول بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية أن الحوار ينقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسة وهي الطاقة المتجددة، والاستثمار والتجارة، والتعليم والثقافة، ويهدف من خلال فرق العمل المشتركة إلى تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين في العديد من القطاعات وخاصة المجالات الاقتصادية.
وبيّن سعادته أن أحد أهم أهداف هذا الحوار الاستراتيجي هو تعزيز الفائدة من اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين الجانبين في عام 2009.
وقال إن الجانبين يسعيان من خلال اللجان الثلاث المنبثقة عن الحوار الاستراتيجي إلى تحديد مجالات وقطاعات معينة بحيث يتم التركيز عليها ومن ثم ترفع إلى المعنيين من الجانبين لوضع آليات استغلالها في المستقبل.
ولفت سعادته إلى قطاع الطاقة المتجددة كونه إحدى الركائز المستقبلية للاقتصاد في سلطنة عُمان، موضحًا أنه من المؤمل من خلال مجموعة الطاقة المتجددة في الحوار الاستراتيجي العُماني الأمريكي أن نصل لأرضية مشتركة لتشجع الجانب الأمريكي والشركات الأمريكية على الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.
من جانبه، أكد سعادة خوسيه فرنانديز وكيل وزارة الخارجية الأمريكي لشؤون النمو الاقتصادي والبيئة على أن اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين الجانبين تمثل نقطة ارتكاز لدعم العلاقات التجارية والاقتصادية ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين لمستوى يلبي الطموحات المشتركة.
وأشار سعادته إلى أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية وهو مؤشر جيد في خضم ما شهده العالم من متغيرات كثيرة أثرت على العديد من جوانب الحياة.
وأوضح أن بلاده تسعى من خلال هذا الحوار الاستراتيجي إلى تعميق علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين خاصة في المجالات التجارية مع التركيز على فرص التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر.
وأشاد سعادته بجهود سلطنة عُمان في مجال الهيدروجين الأخضر، مبينًا أن الولايات المتحدة من خلال مؤسسات القطاع الخاص ترغب في أن تكون شريكًا استراتيجيًّا للسلطنة في مجال الهيدروجين بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وقال في هذا الجانب: "أصبح قطاع الطاقة هو حديث الساعة في العالم أجمع والتحول نحو الطاقة النظيفة أصبح توجهًا عالميًّا لذا ستشهد سلطنة عُمان مستقبلًا واعدًا في قطاع الهيدروجين الأخضر". مثمنًا الإجراءات التي اتخذتها السلطنة لمواجهة أزمة المناخ.
وأوضح سعادة عبدالله بن سالم الحارثي وكيل وزارة المالية أن مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بين سلطنة عُمان ممثلة في وزارة المالية والولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في بنك التصدير والاستيراد الأمريكي سوف تفتح المجال لمزيد من الشراكات والتعاون في الفترة القادمة بين البلدين الصديقين، كما ستفتح آفاقًا جديدة للاستثمار خاصة في القطاعات الواعدة في سلطنة عُمان كالتعدين والتكنولوجيا والطاقة النظيفة.
وأوضح أن الاتفاقية تؤسس لتعاون بين الجانبين العُماني والأمريكي من خلال فرق العمل التي سيتم تشكيلها للقطاعات المدرجة في الاتفاقية بحيث يتم اكتشاف الفرص التي من خلالها يمكن لبنك التصدير والاستيراد الأمريكي دعم فرص التجارة والاستثمار في سلطنة عُمان.
من جانبها، أكدت ريتا جو لويس رئيسة مجلس إدارة بنك التصدير والاستيراد الأمريكي أن البنك يسعى للقيام بدور محوري في دعم العلاقات الثنائية والشراكة بين الجانبين من خلال تقديم مختلف أنواع الدعم للمؤسسات المالية والتجارية في سلطنة عُمان ومجتمع الأعمال بشكل عام للاستغلال الأمثل للإمكانات التي تمتلكها السلطنة في العديد من القطاعات.
وقالت إن البنك يقوم بتعريف مجتمع الأعمال الأمريكي بالفرص الاستثمارية المتاحة في سلطنة عُمان وتشجيع المستثمرين للقدوم والاستثمار في القطاعات الواعدة كالتعدين والثروة السمكية والمجالات اللوجستية.
وبيّنت أن مذكرة التعاون الموقعة بين الجانبين ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها نحو آفاق أرحب في العديد من المجالات من خلال تبادل الخبرات والرؤى في القطاعات الاستثمارية والتجارية والبحثية بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما الصديقين.
/العُمانية/
أحمد صوبان