موسكو في 14 مارس /العمانية/ أطلق علماء روس أحد أكبر التلسكوبات  الفضائية في المياه العميقة بهدف دراسة الألغاز الكونية من قاع بحيرة  بايكال ذات المياه شديدة الصفاء.
تم إنشاء هذا التلسكوب في العام 2015، وهو مصمم لمراقبة النيوترينوات،  أصغر الجسيمات المعروفة للعلماء.
وترجع تسمية التلسكوب "بايكال-جي في دي" إلى (الأحرف الأولى من  عبارة جيغاتون فوليوم ديتيكتور)، وأقيم على عمق يتراوح بين 750 مترًا  و1,3 كيلومتر وعلى بعد نحو أربعة كيلومترات من شواطئ بحيرة بايكال.
ويصعب رصد النيوترينوات، إلا أن الماء وسيلة فاعلة للتمكن من ذلك.  ويتكون هذا المرصد من سلسلة خطوط تتألف من وحدات بصرية عدة.
وتستطيع هذه الوحدات مسح قاع البحر الذي يلفّه ظلام دامس بحثًا عن  النيوترينوات، وهي جسيمات شبحية تصل إلى الأرض متأتية من السماء. 
وقد أشرف العلماء يوم السبت على إنزال الوحدات المصنوعة من الزجاج  والصلب بعناية في الماء المتجمد من خلال ثقب مستطيل في الجليد.
وأوضح ديميتري نوموف من المعهد الموحد للبحوث النووية لوكالة الأنباء  الفرنسية من سطح بحيرة بايكال المتجمد "يوجد تلسكوب نيوترينو بحجم  نصف كيلومتر مكعب تحتنا مباشرة".
توقّع ديميتري أن يبلغ حجم هذا الكاشف الضخم كيلومترًا مكعبًا خلال بضع  سنوات.
وسينافس تلسكوب بايكال مرصد النيوترينو العملاق "آيس كيوب" المدفون  تحت الجليد في محطة أبحاث في القطب الجنوبي.
وأكد العلماء الروس أن تلسكوب بايكال هو أكبر كاشف للنيوترينو في  نصف الكرة الشمالي. وأوضحوا أن البحيرة التي تعد أكبر بحيرة للمياه  العذبة في العالم، تشكّل موقعًا مثاليًّا لإيواء هذا المرصد نظرًا إلى عمقها.
وشرح بير شويبونوف من المعهد الموحد للبحوث النووية بأن "بحيرة بايكال  هي البحيرة الوحيدة التي يمكن فيها إقامة تلسكوب نيوترينو نظرًا إلى  عمقها"، مشيرًا إلى أن "المياه العذبة مهمة أيضًا، وكذلك صفاؤها، إضافة  إلى وجود غطاء جليدي لمدة شهرين أو شهرين ونصف شهر".
ويعد هذا التلسكوب نتيجة تعاون بين علماء روس وتشيكيين وسلوفاك  وألمان وبولنديين.
/العمانية/ أ ف