تأسست محمية / رأس الشجر / عام 1985م تحت مظلة مكتب حفظ البيئة , وتقع المحمية في القرى الشرقية لولاية قريات بمحافظة مسقط، تحدها من جهة الجنوب الشرقي ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية وتبلغ مساحتها حوالي7ر93 كيلومتر مربع , وتنفرد المحمية بغطاء شجري واسع وكثيف ، خاصة أشجار السمر لذلك أطلق عليها " رأس الشجر ."
وتعد محمية " رأس الشجر " من المناطق المهمة لما تزخر به من تنوع أحيائي وبالعديد من المكونات الطبيعية والحيوانية والنباتية والجيولوجية ، حيث تضم عددا من الحيوانات الثديية أبرزها الغزال العربي الذي يعيش في الجزء الساحلي للمحمية والوعل العربي الذي يتواجد في المناطق الجبلية الوعرة في المحمية.

وتعيش بالمحمية حيوانات الثعلب الأحمر والوشق العربي، بالإضافة إلى كونها ملاذا آمنا لعدد من الطيور المهاجرة والمستوطنة كطيور الهدهد والشقراق الهندي ،وطائر الجشنة، والوروار، والنسر المصري ، والصفرد، والبوم، والقطا، والحمام البري والصقر ، والكروان، والنورس.


ويعتبر الغزال العربي من أبرز الحيوانات التي تزخر بها المحمية , ويمكن مشاهدة هذه الغزلان بسهولة في قرى ( فنس ، وبمة) بمحمية رأس الشجر , وأهم ما يميز الغزال العربي لونه البني الداكن , ويمتاز بالخفة والرشاقة، ولدى الذكر قرون سميكة ومقوسة , وتكون أقل سمكا وأكثر استقامة لدى الأنثى , ويتغذى على أشجار السمر والغاف.
كما يعيش في محمية رأس الشجر " الوعل العربي " ويمتد انتشاره على طول جبال الحجر الغربي والشرقي بالإضافة إلى جبل قهوان الواقع بين ولايات صور وجعلان بني بو علي والكامل والوافي بمحافظة جنوب الشرقية , ويتميز الذكر من الوعل العربي بأن قرونه معقوفة اي منحنية وله خط أسود مائل على ظهره , أما الأنثى فقرونها صغيرة، ويصبح شعر الوعل خلال الشتاء خشن الملمس ويشكل ما يشبه الأطواق على أرجله, ويتغذى على ثمار الأشجار والحشائش الصغيرة .
كما تتميز المحمية بوجود عدد من النباتات البرية ذات الفوائد الكبيرة للإنسان والحيوان والطبيعة، كأشجار السمر، والسدر، والشوع التي تعتبر مصدرا غذائيا لنحل العسل، وللحيوانات آكلة العشب في المحمية.
وتتواجد في المحمية نباتات القفص والقطف والشكاع واللثب، والعسبق، ونباتات الشحص والطلح ، والسرح ، والسيداف، والضجع التي يستخدمها الأهالي حتى اليوم في الاستخدامات الطبية.

 

وتزخر المحمية بموقع سياحي وبيئي فريد يجمع بين البحر والجبل ، وتوجد بها منازل أثرية ما زالت موجودة حتى الآن على حالها ، كما أن هناك مناطق جذب سياحي تقع حول المحمية ، ككهف مجلس الجن ، ووادي شاب ، ومنتزه هوية نجم والعديد من الكهوف ككهف محافر.

ودلت الاكتشافات الأخيرة لوزارة التراث والسياحة على العديد من الآثار التي تعود لآلاف السنين في أكثر من موقع على أرض المحمية، كما تشتهر المحمية بوجود العديد من الأودية التي تتردد عليها الوعول والغزلان العربية وغيرها من حيوانات المحمية للارتواء من فيضها كوادي العجمة ووادي السوقة ووادي الحرش وغيرها، كما تشتهر المحمية أيضا بوجود عدد من العيون أشهرها عين الغيل.

ويعتبر المجتمع المحلي في محمية رأس الشجر من المجتمعات النشطة ، والواعية لأهمية الحفاظ على المحمية ، ويمارس الأغلبية من سكانه مهنة الرعي ، إلى جانب حرفة المشغولات اليدوية المستمدة خاماتها من البيئة المحيطة كمنتجات السعف التي تتميز بألوانها وأشكالها الأنيقة والمصنوعة من سعف النخيل ومخلفاته الطبيعية ، كما يقومون بجمع أوراق الزعتر الجبلي الذي ينمو في جبال المحمية ؛ ومن ثم يجففونه ويبيعونه في الأسواق المحلية ، ويقومون كذلك باستخراج عسل السمر والسدر الطبيعي من خلايا النحل التي تجد بيئة المحمية مكاناً آمنا لنموها.
ويعد العسل المستخرج من المحمية من أجود وأنقى أنواع العسل العماني ، كما يستخرج الأهالي نبات الكمأة المعروف لديهم بأسماء (شحم الدنيا أو الفقع ) وهو منتج غذائي مهم بالنسبة لهم ، حيث يبدأ موسمه في شهر فبراير من كل عام ويستمر حتى أواخر شهر مارس من العام التالي .