بعيدا عن الأنظار في قلب تلال بنّية اللون تقع عند سفوح جبال الحجر الشرقية، يختفي واحد من أعظم وأجمل العجائب الطبيعية إنه "كهف مجلس الجن" ثالث أكبر الكهوف الجوفية في العالم .

قدر بعض الخبراء سعة الكهف لـ 12 طائرة بوينج 747 أو ما يصل إلى 1600 حافلة سياحية، كما يمكن أن يحوي بداخله أكثر من خمسة فنادق بحجم فندق قصر البستان. مساحة أرضية الكهف العجيب تبلغ 58 ألف متر مربع وسعته 4 ملايين متر مكعب أما طول الكهف فيصل إلى 310 أمتار وعرضه 225 مترًا وتبلغ المسافة من الأرض إلى السقف الذي هو على هيئة القبة 120 مترًا ورغم ضخامة حجم كهف "مجلس الجن" إلا أنه من الصعب اكتشافه في هذه المساحة الشاسعة من النجد الجبلي الذي يتسم بكثرة تصدعاته وأخاديده وكل ما يدل على وجوده من الخارج هو مجرد ثلاث فتحات تبدو غير ذات أهمية للناظر إليها.

يقع كهف "مجلس الجن" عند الحد الشمالي من هضبة "سلمى" بالقرب من قرية فنس بولاية قريات على الطريق الذي يربط بين قرية ضباب التابعة لولاية صور بمحافظة الشرقية.

وينبغي التنويه إلى أن عملية الهبوط أو الصعود لمسافة 120 مترا لا يمكن للمبتدئين القيام بها لأنها تتطلب تدريبا ومهارة عالية ولذا على الزوار أخذ الحيطة والحذر عند دخولهم الكهوف وأخذ كل الأدوات الضرورية لمثل هذه التجربة المدهشة.

اكتشف الكهف "مجلس الجن" لأول مرة ووضع على الخريطة أثناء تنفيذ برنامج للهيئة العامة لموارد المياه للبحث عن الصخور الكربونية في السلطنة بغية اكتشاف احتياطات مائية جوفية عميقة، وكان أول من دخل الكهف الضخم أحد خبراء الهيئة وهو (دون ديفيسون) في عام 1983م عبر الفتحة التي يبلغ عمقها 120 مترا أقصر فتحة من الفتحات الثلاث، ثم جاءت زوجته (شيريل جونز) في العام التالي 1984م لتهبط من أعمق فتحة ويبلغ عمقها 158 مترا فسميت باسمها منذ ذلك الحين ثم جاء (دون جونز) بعد ذلك ليهبط من الفتحة الثالثة في عام 1985م.

يتطلب الوصول إلى قمة الكهف جهدا كبيرا حيث يتوجب قطع مسافة 1300 متر من الدروب الجبلية الوعرة في حوالي خمس ساعات تقريبا أو عن طريق الطائرات العمودية لتفادي تلك الدروب الوعرة المؤدية إلى الكهف حيث تتناثر فيها الحجارة المدببة والهضاب المتموجة كما أنه لا يمكن النزول إلى داخل الكهف إلا بالحبال. وقدر الجيولوجيون عمر كهف "مجلس الجن" أو "كهف سلمى" كما يحلو للبعض تسميته نسبة إلى المنطقة التي فيها بخمسين مليون سنة ويعتبر مستودع كنوز للحياة الطبيعية.