يعد أحد المعالم السياحية المهمة في سلطنة عُمان ويقع بين الهضاب الجبلية في أجواف جبال ولاية الحمراء في محافظة الداخلية، ويعد ثاني أكبر كهف في السلطنة بعد كهف مجلس الجن في ولاية قريات، وسُمّي الكهف بالهوتة نسبة إلى القرية الموجودة بالقرب منه، ويبعد عن مركز الولاية حوالي 10 كيلومترات.

ويمكن وصف الكهف على أنه وادٍ متطوّر أو منظر جانبي لنهر جاف وتنحدر منحدراته باتجاه مجرى النهر لمخرج الوادي قرب كهف الفلاح وتنحدر بتدرج لمسافة قبل أن تسقط بانغماس في منحدر آخر لتشبه السلّم الهندسي الذي يتوسط البحيرات، وللكهف العديد من الفروع والغرف الصغيرة المزيّنة بأعمدة كربونات الكالسيوم الصاعدة والنازلة للصخور المتدلية والأحواض، والأعمدة الهابطة متوازية في الروابط والتي تكون واضحة في السقف.

درجة الحرارة داخل الكهف مريحة كونه مهوى؛ لأن الهواء يتغيّر كلما تغيّر الضغط الجوي، ويصل الهواء الخارجي للداخل من كهف الهوتة إلى كهف الفلاح، مرورًا بالبحيرات، والتي تتغيّر إلى هواء جيّد ومنعش.

وتعد الصواعد والهوابط الخصائص الطاغية على نظام هذا الكهف، والأكثر جذبًا للأنظار هي الأعمدة الصاعدة، كما تدل ألوان الصخور المتدلية المختلفة على أجيال عديدة وربما تعكس تأثرها بظروف مناخية مختلفة وتصل الأعمدة لحوالي 5 أمتار قطريًا، كما أن هناك أعمدة منتظمة على شكل أعمدة مخروطية، أما الأعمدة النازلة فهي شاهد على وجود تشققات في القواعد حيث ترتبط مع سقف الكهف، وتظهر الغرف الفرعية الفسيحة في نظام هذا الكهف عددا من الصخور المتدلية والأعمدة النازلة.

كهف الهوتة -أو كما يُسميه البعض كهف الفلاح- هو عبارة عن منطقة ترسيب عظيمة، جلاميدها الصخرية التي تغطي القنوات هي أكثر صفة وشدًا للانتباه عند المدخل وهذا الدليل عند كل قاعات الدخول لنظام الكهف، وبعض هذه الجلاميد عملاقة حيث تصل إلى حوالي 10م. وبعض الترسبات متنقلة من وادي الهوتة نزولا لقناة الكهف. وهناك بعض الحطام الذي استقر عند مقدمة البحيرة مكوّنًا تلة صغيرة مُدلِّلة على ذوبانها بعد فيضان عظيم.

بحيرة الكهف لها امتداد كبير ويُقال إن امتدادها يصل إلى وادي تنوف بولاية نزوى، ويوجد الماء في بحيرة الكهف على مدار العام حيث لا تتعرّض "للمحل"، وتعيش في البحيرة أسماك عمياء شأنها في ذلك شأن معظم الأسماك التي تعيش في الكهوف؛ فبعضها تظهر بدون أعين ولكنها تملك شعيرات طويلة لتلتمس الطعام، وبعضها يملك عيونًا صغيرة جدًا، وأسماك الكهف كغيرها من الأنواع التي تقطن الكهوف تكون شاحبة وأجسادها تفتقد للألوان؛ نتيجة لعيشها في بيئة مظلمة أو ذات إضاءة خفيفة، لكنها تملك نشاطًا قويًّا في الحواس الأخرى وفي بعض الحالات أعضاء إضافية مدركة للمس تتوزع على الجلد.



الكهف بعد مشروع التطوير

لم يُصبح الكهف كما نعرف عن الكهوف في العصور الغابرة وإنما تشاهد تلك الجسور والممرات الحديدية والأسمنتية، ويمتد الممر من بداية الكهف حيث يمشي فيه الزائر متنقلًا من قاعة إلى قاعة حتى يصل إلى منبع الماء وهو يمشي في هذا الممر سالكًا طريقه بسلام وأمان متجنبًا الغبار والأوساخ الموجودة على الصخور ومن ثم يتقدم إلى الأمام مُتّبعًا طريق الممر دون الرجوع إلى الطريق نفسه حتى يصل إلى نقطة النهاية، وقد تمت إنارة الكهف بالكامل بحيث يشعر الزائر أنه بداخل متحف طبيعي للصخور المتدلية والجبس المتكوّن عبر مئات السنين نتيجة قطرات الماء الهابطة من أعلى والتي أثّرت في تركيبة أرضية الكهف فتكوّنت الأحواض المائية المنتشرة في الكهف، كما توجد جداول ماء صخرية نحتتها المياه خلال فترة زمنية تقدَّر بآلاف السنين والتي تدل على قدرة الخالق.

ويتكوّن الكهف من مبنى الاستقبال الذي يحتوي على مكاتب إدارية ومتحف مصغر يضم أنواعًا من الصخور والمعادن الموجودة في الكهف، كما يحتوي المبنى على قاعة عرض للأفلام الوثائقية وقاعة الانتظار وانطلاق القطار. ويقوم الزائر بركوب قطار من ثلاث مقطورات بطول إجمالي للمقطورات 22م، وتتسع المقطورات لـ40 زائرًا حيث تنقلهم إلى مسافة 675 مترًا إلى الكهف يمرون خلالها بنفق داخل الجبل بمسافة 153 مترًا. ويقوم المرشد السياحي للكهف بشرح الأجزاء والمناظر المختلفة للكهف بمسار دائري وبمسافة 850 مترًا مشيًا على الأقدام، وتستغرق هذه الزيارة مدة الساعة تقريبًا.