حصن مرباط حصن أثري شيد في مدخل مدينة مرباط من جهة الغرب، ويشرف على الميناء والسوق القديم ولا يوجد دليل على زمن بنائه إلا أن مايلز miles ذكر في كتابه "الخليج بلدانه وقبائله" عند زيارته مرباط في عام 1884 م، أن حصنها تأسس على مقربة من القلعة التي كانت لمحمد بن عقيل السقاف، وذكر أيضا أن قائد الحصن قد حضر لاستقباله.
كان حصن مرباط السد المنيع لحماية البلاد من أي هجوم خارجي، ولذا أعيد بناؤه في أوائل عهد السلطان سعيد بن تيمور في ثلاثينات القرن العشرين الميلادي، بعد أن تعرضت بعض أجزائه إلى السقوط، مما أدى إلى إقامة والي مرباط وحاميته في بيوت مجاورة للحصن حتى يجهز البناء، واستمر التجديد عدة سنوات، وبعد ذلك تعرضت المنطقة عام 1948م إلى أمطار شديدة مما أدى إلى انهيار بعض أجزائه، أما التجديد الأخير للحصن فكان في عام 1992م بعدما سلم الحصن لوزارة التراث والسياحة، إذ كان قبل ذلك تحت إشراف مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار، وقامت الوزارة بترميمه على نفس الطراز المعماري القديم وباستعمال المواد المحلية في ذلك، وبعد الانتهاء من ترميمه أثث بالأدوات التقليدية وخصصت إحدى غرفه لتكون على نمط البيت المرباطي القديم.
اكتسب الحصن أهميته التاريخية باعتباره شاهدًا على الأحداث التي مرت بالمنطقة منذ عهد السلطان تركي بن فيصل إلى عهد السلطان قابوس بن سعيد، إذ أسهم بأدوار تاريخية على مر تاريخه في النواحي الدفاعية والإدارية من خلال المجالس المعروفة محليا بالبرزة، وكان هذا الحصن مركز إدارة المدينة، وقد أشار صاحب كتاب " الخليج بلدانه وقبائله" إلى الحامية المرابطة بهذا الحصن لحماية المدينة من غارات القبائل .
تبلغ مساحة الحصن الإجمالية حوالي 467م ويصل ارتفاعه إلى 12م، وهو مكون من دورين بالإضافة إلى برجين أحدهما جنوب غرب والآخر جنوب شرق.
يحتوى الدور الأرضي بالحصن على غرفة للعمال، وجناح للحامية العسكرية به غرف لإيواء العسكر ومخزن للسلاح والذخيرة والسجن (المحاسبة ) ومطبخ ومخزن الأطعمة وبيت الماء، بالإضافة إلى البرزة وهي عند مدخل الحصن، يتم فيها حل النزاعات التي تحدث بين أهل الولاية وتعقد برئاسة الوالي والقاضي وحضور شيوخ الولاية وأعيانها.
أما الدور الثاني فيحتوي على أربع غرف سكنية، منها : غرفة استقبال الضيوف ومحضرة (استراحة) بين الغرف للاستجمام ومطبخ لعائلة الوالي، وللحصن مدخلان أحدهما جنوب والآخر غرب مطل على البحر، وتوجد أمامه منصة بها ثلاثة مدافع موجهة إلى البحر، كانت تستعمل لحماية المدينة والدفاع عنها، وللإعلام عن المناسبات.
وبالحصن فتحات في جدره المطلة على خارجه لإطلاق النار على المهاجمين، وفتحات أخرى أعلى الباب يصب من خلالها الماء المغلي عند تعرض الحصن إلى الهجوم، ويعد حصن مرباط معلمًا حضاريًّا وتاريخيًّا ووجهة سياحية للزائرين من داخل عُمان وخارجها.