تقع قلعة بهلاء في تلة مرتفعة متوسطة واحة النخيل مما يزيد هذه القلعة الطينية العملاقة شموخًا وعلوًّا، وسورها الذي يمتد لمسافة 12 كم حول القلعة، والقلعة عبارة عن مبنى مثلث الشكل تقريبًا وتبلغ واجهتها الجنوبية حوالي 112.5 م في حين تبلغ الواجهة الشرقية لها حوالي 114 م.
ويعود تاريخ بناء قلعة بهلاء إلى فترات متفاوتة من الزمن؛ فمنها ما يعود إلى ما قبل الإسلام وتحديدًا الجزء الشرقي الشمالي من القلعة وهو ما يُعرف بـ(القصبة)، أما الجزء الشرقي الجنوبي فيعود بناؤه إلى عصر الدولة النبهانية، الأسرة التي حكمت عُمان زهاء خمسة قرون، أما بيت الجبل الكائن في الزاوية القريبة من شمال الحصن فقد تم بناؤه في العقد الأخير من القرن الثاني عشر الهجري - القرن الثامن عشر الميلادي، في حين أن بيت الحديث تم بناؤه في منتصف القرن الثالث عشر الهجري - التاسع عشر الميلادي، وقد ارتبطت بالعديد من الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس.
وكانت قلعة بهلاء أول موقع بسلطنة عُمان يُضم لقائمة التراث العالمي، واعتمدتها منظمة اليونسكو معلمًا ثقافيًّا عالميًّا عام 1988م، وشمل ذلك واحة بهلاء بأكملها؛ أي كل ما أحاط به سور بهلاء وما احتواه من معالم معمارية أو أثرية أو ثقافية مادية أو غير مادية، وتحتوي واحة بهلاء على العديد من العناصر منها قلعة بهلاء والمسجد الجامع والسور ومدارس القرآن الكريم والمساجد القديمة والأفلاج وبها سوق تقليدي وعدد من مراكز صناعة الفخار القديمة في عُمان بل إن لها طرازًا خاصًا من الفخار عُرف لدى علماء الآثار بطراز بهلاء، وصناعة النسيج من قطن وصوف وصباغة الملابس.
صُمّم المبنى لأغراض الدفاع وللقيام بدور الحدود أيضًا، فقد كان موقعه الاستراتيجي بين التلال والسلاسل الجبلية ووقوعه على وادٍ مهم، يشكّل عقبة على الطريق الممتدة بين عبري ونزوى اللتين كانتا تتسمان بالأهمية في العصور القديمة وفي الفترة السابقة لانبلاج فجر الإسلام، وكان هذا الموقع يحمي الطريق المؤدية إلى الشرق من عمليات التسلل من الجنوب، ولعل حصن بهلاء كان من بين أقدم الحصون المسوّرة، وربما كان يوجِد خطًا دفاعيًّا عند هذه النقطة بين التلال خلال فترة الهجرات الأولى.